السؤال
أنا أجد حياتي بائسة جدا، وأتعجب كيف خلقني الله في هذا البؤس؟ دوما ما أتمنى أن أختفي بشكل ما، وأن أتوقف عن الشعور كما النائم. سؤالي هو: كيف أتوقف عن ذلك؟ لقد ترعرعت في أسرة تبدو محبة لبعضها بعضا، حتى سن السادسة، وجدت أمي وأبي يتشاجران بلا توقف، وجدت أحاديث تدور في بيتنا عن السحر دوما، وكيف أننا مسحورون، وإن كان هذا حقيقيا، فكيف يتحدثون عنه أمام طفلة؟
توفيت جدتي التي تربيت على يديها، لتنجب أمي طفلا، فيموت لتعيد الكرة، فيصيبها سرطان الثدي، ويموت أخي الثاني، ليخون أبي أمي مرارا وتكرارا، وشجارا مستمرا؛ ليموت جدي، لتمرض أمي بسرطان المخ، وتشفى -حمدا لله- ليأتيها الصرع، والكيماوي ينتظرها، ليخون أبي أمي، ويزني بفتاة زنجية، ثم يتوب، ثم يزني بثلاث فتيات بعد هجرانه للبيت، ويذلنا بما نأكل، وبما نتعلم به، مع أنه ثريٌّ بمعني الكلمة، وصرف على تلك الفتيات آلافا مؤلفة، وابتاع لهن الألماس، وسيارة بنصف مليون جنيه لنفسه.
ولكن كل يوم كان يراسلني بالتهديدات، ويعيب في أمي وفيَّ، وفي شكلي أنا وأختي لأننا سمينات، لم يراعِ أحد صحتنا أبدا، والله فأنا أعاني من متلازمة تكيس المبايض، ولكن لم يهتم أحد، فأصبحت سمينة لهذا السبب، وأصبحوا يعيبون عليَّ بدلا من مساعدتي.
أمي أعادت أبي للبيت، وأصبح يعود للبيت الذي فتحه لغرامياته، وأمي تثور، وهكذا عاود الشجار بيتنا للمرة الألف، كل يوم أسوأ آلاف المرات من الذي يسبقه، أمي لا تنحاز لنا أبدا، ولا تجدنا مظلومين في هذه الدنيا، ولا تتخذ قرارات صحيحة، وأبي يمرح في دنياه كما يشاء، ولكنه يتكلم عن أبسط المشتريات في بيتنا، وكيف أننا مسرفون.
أكره حياتي، وأكره شكلي، وأكره كيف دمَّر أبي كل شيء في حياتي بمساعدة أمي. كيف أن كل يوم هو مأساة جديدة فريدة من نوعها، أنا أخاف على أمي أن تنتحر كما حاولت، وأخاف أن تمرض، وأخاف أن يقتلها أحيانا، حتى إن تركناهم بمفردهم أخاف أن يسافر، فلا يترك لنا مالا لعلاج أمي، أو لنأكل منه، أخاف أن أغضب أمي، فتمرض وتموت بسببي، كما دعت أن يحدث ذلك من قبل.
أراني بلا مستقبل، وبلا حياة في الحاضر، أنا دوما في خوف وحزن، وأعلم كم أن الصلاة مريحة، والتقرب لله، لأني جربت ذلك، ولكن حياتي حقا مأساة، لا نهاية لها.
كيف أقاوم كل هذا؟ كيف أشعر بشيء غير الخوف وكم أن حياتي مزرية؟