السؤال
في البداية: أشكركم على مبادراتكم الكريمة، وأسأل الله تعالى أن يكون في ميزان حسناتكم.
أنا أبلغ من العمر 25 عامًا، تقدمت لخطبة فتاة منذ أربعة أشهر، وكانت فكرة الخِطبة فكرة استعجلت بها، وخطيبتي كانت في قمة الأدب والأخلاق، ومن عائلة محافظة، وهم جيراننا، ولكن بعد قراءة الفاتحة بدأت الأمور في التغير، وبدأت أشعر بتعب نفسي، وتوتر في النوم، وبكاء مفاجئ، وضيق في الصدر، وخمول في الجسد، فذهبت إلى أحد الشيوخ، وقرأ عليَّ، وقال: إنه حسد، وقال لي: اقرأ سورة البقرة، واشرب ماء القرآن، واغتسل به، وكنت أقنع نفسي أن هناك شيئًا، وأن الله هو الشافي من كل داء، ولكن الأمور لم تتحسن، وكان يعطيني الأمان والأمل في أن الأمور ستتحسن، ولكن لم يحدث، ففكرت في أن هناك مسًّا، أو جنًّا، أو سحرًا، أو أيَّ شيء من هذا القبيل، فذهبت إلى أكثر من شيخ، وكلهم أجمعوا على أنه ليس بي ولا بها شيء، ثم أصبحت لا أقدر على الكلام معها، وبدأت أشعر أنني استعجلت في الأمر.
وبعد أربعة شهور من الخطبة -أقسم لكم بالله- لم أر يوم فرح مثل المخطوبين، مع أنها تحبني، وتتمنى لي الخير، ولم تفعل أيَّ شيء خاطئ، ولكن نفسيتي تغيرت ناحيتها، ولا أشعر أن هذه الفتاة ستكون زوجتي، وتكون معي في منزل واحد، ولم أعد أشعر من ناحيتها بشيء، وأقول في نفسي: لِمَ تسرعت، ولَمْ تختر بتمعن، وتؤذي بنات الناس معك!؟.
فظللت أحاول أن أقنع نفسي بها، ولكني لم أستطع، وكلما جاءت سيرة التجهيز والفرح والمستقبل معها، أخاف جدًّا، وأحزن كثيرًا، فتكلمت مع والديَّ، فقالا: إنني أحس بالذنب، وتأنيب الضمير، خاصة أنها لم تفعل شيئًا خاطئًا، وأنها في بيت والدها أكرم من أن تكون في بيتك، ولا تقترب منها، وتزداد المشاكل، وأننا ما زلنا على البَّر، ونخرج بالمعروف.
وأنا أشعر بالحساسية الشديدة تجاههم، خاصة أنهم جيراننا، وبالفعل أنا الآن في التمهيد لإنهاء الخطبة، وأشعر بالذنب تجاهها، لكن إن أكملت الخطبة، فسأظلمها وأظلم نفسي؛ لأني لا أستطيع أن أعيش مع امرأة لا أحس بها؛ حتى وإن كانت على خلق، ولكني أخاف إن قدمت على خِطبة أخرى -إن شاء الكريم- أن يحصل معي نفس الشيء، فعندي خوف من هذا الشيء، خاصة أن شباب عائلتنا لم يقدر الله لهم الزواج بعد، فعندي خوف زائد من هذا الأمر. آسف جدًّا على الإطالة، وأرجو من فضيلتكم الإفادة. وشكرًا.