السؤال
أحس أني كافر أو مشرك، بسبب أنني في بعض الأحيان أخاف، ولكن عندما أفتح الضوء يزول الخوف.
وفي بعض الأحيان عندما أذهب إلى الحمام، أغير من طريقة مشيي؛ كي أجعل أبي يظن أني كنت نائما.
فهل يعد هذا من الخداع؟ وأحيانا أجعل نفسي أبدو نائما خوفا من صراخ أبي علي، أو ضربي، أو تحطيم هاتفي. فهل أعتبر مشركا بسبب خوفي؟
وفي أحد الأيام كنت تائبا إلى الله، ومن الممكن أن أبي كان نائما، فلما كنت أتوب إلى الله أتى أبي وفتح الباب، فلعنت الشيطان. ومن الممكن أني قلت شيطان عضوي الذكري. وبعدما أن فكرت، وجدت أن من الممكن أني أشركت، فيمكن أن معناها أن عضوي الذكري هو من خلق الشيطان ولكني أعلم أن الله هو من خلق كل شيء.
فهل أنا مشرك؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
وقولك: ( أحس أني كافر أو مشرك، بسبب أنني في بعض الأحيان أخاف، ولكن عندما أفتح الضوء يزول الخوف.).
فإن مثل هذا الخوف ليس بشرك ولا كفر، وإنما هو من الخوف الطبيعي الذي منه ما هو مأذون فيه، ومنه ما هو مذموم لكنه ليس بشرك.
قال ابن سعدي: اعلم أن الخوف والخشية تارة يقع عبادة، وتارة يقع طبيعة، وعادة، وذلك بحسب أسبابه ومتعلقاته. *فإن كان الخوف والخشية خوف تأله وتعبد، وتقرب بذلك الخوف إلى من يخافه، كان من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله؛ وذلك كمن يخشى من صاحب القبر أن يوقع به مكروها، أو يغضب عليه فيسلبه نعمة أو نحو ذلك، مما هو واقع من عباد القبور.
*وإن كان الخوف طبيعيا كمن يخشى من عدو أو سبع، أو حية أو نحو ذلك مما يخشى ضرره الظاهري، فهذا النوع ليس عبادة، وقد يوجد من كثير من المؤمنين ولا ينافي الإيمان. وهذا إذا كان خوفا محققا قد انعقدت أسباب الخوف فليس بمذموم.
*وإن كان هذا خوفا وهميا كالخوف الذي ليس له سبب أصلا، أو له سبب ضعيف، فهذا مذموم يدخل صاحبه في وصف الجبناء، وقد تعوذ صلى الله عليه وسلم من الجبن، فهو من الأخلاق الرذيلة، ولهذا كان الإيمان التام والتوكل والشجاعة تدفع هذا النوع. اهـ. من القول السديد.
فاطمئن واسكن نفسا، فلست بكافر ولا مشرك، وننصحك بالإعراض عن الوساوس، وترك التشاغل بها، وراجع في علاج وساوس الكفر الفتوى: 214492.
ونعتذر عن النظر في بقية أسئلتك؛ لأننا بيّنّا في خانة إدخال الأسئلة أنه لا يسمح إلا بإرسال سؤال واحد فقط في المساحة المعدة لذلك، وأن الرسالة التي تحوي أكثر من سؤال سيتم الإجابة عن السؤال الأول منها، وإهمال بقية الأسئلة.
والله أعلم.