السؤال
مرحبا، عشت طفولة عادية، لكن خالية تماما من حنان الأب. ومن شدة حبي لوالدتي، أصبحت أصلي مثلها على المذهب السني.
في يوم من الأيام عندما رآني أبي، هددني بأن يضع طلقة في رأسي بسبب هذا الفعل. رجعت للصلاة وفق المذهب الآخر، ولكن بعد فترة نفرت تماما من الصلاة، وتركتها لمدة طويلة جدا -للأسف- وعدت لها متذبذبة.
وقعت هذه الحادثة قبل 15 سنة تقريبا، وعمري الآن 29 سنة. الحمد لله عدت للصلاة والانتظام والدعاء، ولكن منذ تلك اللحظة وإلى الآن لا أستطيع أن أغفر لوالدي أو أسامحه أبدا، وكأن قلبي نبذه للأبد.
والدتي يوم الحادثة كانت خارج المنزل، وعندما عادت لم أتحدث إليها بهذا الشأن إلا بعد سنوات عديدة.
خلال هذه السنين حاولت والدتي جعلي أسامحه وأنظف قلبي من الكره تجاهه، وأن أنظر إليه نظرة عطف بسبب عمره؛ ليرضى الله علي ووعدتها بذلك، ولكن لا أستطيع، كلما بدأت بالصلاة أتذكر ذلك اليوم المشؤوم، لا أستطيع أن أسامحه، لا أستطيع حتى أن أقول له صباح الخير بطيبة، وإنما مجبرة على ذلك. لا أستطيع أن أحن عليه مهما حاولت، عندما أخرج إلى السوق أشتهي الطيبات لأمي الحبيبة فقط، وأجبر نفسي على أن آتي له بشيء ما لإرضاء الله سبحانه، وأختار له أبسط شيء؛ لإراحة ضميري فقط.
أعرف أن الله لن يرضى عني بسبب هذا الشيء. أنا بنت حساسة جدا، أتأثر بالكلمة قبل الفعل. وهذه الجملة كسرتني قبل 15 سنة، كنت أظن أن الزمن كفيل بجعلي أنسى، ولكن لم أنس أبدا.
لا أستطيع أن أحبه، لا أستطيع أن أغفر له، كان هو سبب وجعي وحزني وخوفي في تلك الليلة الحقيرة، بعيدا عن أمي الحبيبة.
كلما تذكرت هذا الموضوع يصيبني وجع كبير، لا أستطيع أن أتجاوزه.
هل سيعاقبني الله على عدم حبي له، وعدم بري به، وعلى عدم معاملته كما أعامل أمي؟
هل سيغضب علي ربي بسبب هذا الشيء؟
لا أعرف إن كان الموضوع هينا أو لا عند البعض، ولكنه قد كسرني بحق، والله العظيم قد كسرني.
والآن بعد أن رجعت إلى طريق الله، أخاف أن يكون ربي غاضبا علي بسبب كرهي لوالدي، وأشعر بالضياع، فلا أستطيع أن أسامحه، ولا أستطيع أن لا أفكر بالله سبحانه.
أعتذر عن الإطالة، لكن أردت إيصال شعوري الكامل.