السؤال
عندما أقرأ المقالات الثابتة لبابا شنودة الثالث في جريدة الجمهورية، وما أعظم وأهدف مقالاته، رغم أنني مسلم، لكني أجد فيها ما يطهر النفس والسلوك، وأتمنى من مشايخنا الأفاضل أن تكون لهم مقالات ثابتة، تحث الإنسان على الارتقاء بالنفس والروح والجسد بما يدور من تلوث في المجتمع العالمي كله، وأن تكون هذه المقالات سهلة، وبسيطة للقارئ العادي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الله قد حث على تزكية النفس وتطهيرها بفعل الطاعات وترك المعاصي والمنكرات، فقال سبحانه: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10]، وقد بين الله في كتابه، ورسوله صلى الله عليه وسلم في سنته هذه الوسائل التي تزكى بها النفس أتم وأكمل بيان، فواجب على العلماء أن يرشدوا إلى ذلك العباد، وأن يهدوهم إلى طريق الرشاد، لينتشر الخير والفضيلة، ويضمحل الشر والرذيلة.
ولا ريب في أن هناك كثيراً من الجهود في هذا السبيل، سواء عبر الصحف السيارة، أو المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت، إضافة على ما كتبه سلفنا الصالح من كتب في هذا المجال، ككتاب مختصر منهاج القاصدين، وكتاب رياض الصالحين، وكتاب صيد الخاطر لابن الجوزي، وغيرها من الكتب.
وأما قراءة مثل هذه المقالات التي يكتبها هذا النصراني، فالواجب الحذر منها، لا من أجل ما يكتبه من إرشاد إلى السلوك الحسن، وإنما لما قد يترتب على الاغترار بكتاباته من الافتتان به، لاسيما إن كان القارئ قليل البضاعة في العلم الشرعي، فقد تدخل عليه بعض الشبهات، روى أحمد والبيهقي عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن عمر أتاه فقال: إنا نسمع أحاديث من اليهود تعجبنا، أفترى أن نكتب بعضها؟ فقال: أمتهوِّكُون أنتم كما تهوّكت اليهود والنصارى؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي. وهو حديث حسن، واللفظ للبيهقي.
وإذا كان هذا في حق عمر رضي الله عنه فكيف بغيره.
وإذا كان سلف هذه الأمة قد نهوا عن مجالسة أهل البدع وقراءة كتبهم وهم مسلمون، فكيف بغيرهم ممن هو من غير المسلمين، وتراجع لمزيد من الفائدة الفتوى: 14742.
والله أعلم.