السؤال
ما حكم من قال على الشرائع السابقة التي أنزلها الله إنها باطلة - أقصد الشرائع التي أنزلها الله حقًّا-؟ فنحن نؤمن بها، ونحترمها، ونعلم أنه لا يجوز اتّباعها الآن، ولكن هل في القول بأنها باطله سَبٌّ لدِين أنزله الله، وتقليل منه؟
ما حكم من قال على الشرائع السابقة التي أنزلها الله إنها باطلة - أقصد الشرائع التي أنزلها الله حقًّا-؟ فنحن نؤمن بها، ونحترمها، ونعلم أنه لا يجوز اتّباعها الآن، ولكن هل في القول بأنها باطله سَبٌّ لدِين أنزله الله، وتقليل منه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا كان مراد من أطلق هذا القول هو أن هذه الشرائع باطلة الآن، بمعنى أنها منسوخة، لا يجوز التعبد بها، فهذا صحيح، وإن كان الأولى أن لا يعبر بالبطلان، وإنما يعبر بالنسخ، قال تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ {المائدة:48}.
والمسلمون مجمعون على أنه لا يجوز التعبّد بشريعة سوى شريعة نبينا صلى الله عليه وسلم، وأن كل ما قبله من الشرائع، فهو منسوخ، فمن قصد بكلامه هذا المعنى، فكلامه صحيح.
ولا يتصور أن مسلمًا يدري ما يقول يتفوّه بأن تلك الشرائع كانت باطلة وقت إنزالها، وأنه لا يجوز لمن أنزلت عليهم أن يتعبّدوا بها، هذا لا يكاد يتصوّر وقوعه من مسلم.
وننصحك بترك الوساوس، والغلو، والتنطّع؛ فإن فتح هذا الباب يفضي إلى ما لا تحمد عاقبته.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني