السؤال
أنا فتاة أعمل بوظيفة مرموقة، ومن عائلة مرموقة. أحببت رئيسي بالعمل المتزوج وله ولد، وأخطأت معه. ظللنا معا لمدة 4 سنوات.
ظل ضميري يؤرقني، فحاولت الانتحار. وعلمت أمي بما حدث بيننا، وقررت إصلاح العيب بي، وتزويجي لآخر.
ذلك الرجل الذي أحبه عرض علي الزواج، ولكنه دائما يعتذر بظروف ومشاكل لديه مما يؤخره عن اتخاذ خطوات جدية. وأمي تسعى لتزويجي للرجل الآخر بشدة.
أصبحت أشعر أني شخص مدمر لزواجه وحياته، رغم حبي الشديد له، ما عدت أستطيع الاحتمال، وتراودني أفكار إنهاء حياتي.
زوجته علمت بأمرنا، وطلبت الانفصال، وأجبرته على قبول العديد من التنازلات، رغم وجود مشاكل بينهما وقضايا بطلاق للضرر قبل أن تعلم عني.
ضميري يؤرقني، وكرامتي تؤلمني، بدأت أشعر أنه لا يستحق كل ما فعلته، وكل تنازلاتي. بدأت أشكك في نزاهته ومصداقيته، أخشى اللجوء لحل والدتي، وأخشى أن أتمسك به، وأظل أضغط عليه للزواج مني.
أفيدوني، فلربما إفادتكم تنقذني من الجنون.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى مما وقعت فيه من الحرام؛ والتوبة تكون بالإقلاع عن المعصية، والندم على فعلها، والعزم على عدم العود إليها.
ومن صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية، ويقطع الطرق الموصلة إليها، ويحسم مادة الشر، ويحذر من اتباع خطوات الشيطان.
فمن توبتك أن تبادري بقطع علاقتك بهذا الرجل فوراً، ولا تتهاوني في ذلك، ولو أدى ذلك لترك هذا العمل الذي عرضك للفتنة حتى وقعت فيما وقعت فيه.
واحذري من وسوسة الشيطان لك بالإقدام على الانتحار؛ فهو كبيرة من أكبر الكبائر، ومعصية عظيمة لا يقدم عليها مؤمن، فالمؤمن لا ييأس من رحمة الله أبداً.
والمؤمن مهما نزل به من ضر، أو أسرف على نفسه ووقع في المعاصي؛ فإنه يرجو رحمة ربه وعفوه، فمهما عظم الذنب فإنّه لا يعظم على عفو الله، فمن سعة رحمة الله وعظيم كرمه أنه يقبل التوبة، بل إن الله يفرح بتوبة العبد، ويحب التوابين ويبدل سيئاتهم حسنات، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. فاصدقي في التوبة، وأقبلي على ربك، واجتهدي في طاعته والبعد عن معاصيه، وإذا تقدم إليك رجل صالح من جهة والدتك أو غيرها؛ فلا تترددي في قبول الزواج منه، وأبشري خيراً، وأحسني ظنك بربك؛ فإنّه لا يضيع من تاب إليه وتوكل عليه.
والله أعلم.