السؤال
تمت خطبتي على شخص، وكان يحبني حبًّا شديدًا منذ أكثر من سنة، وبعد شهر من الخطبة لم أكن مرتاحة بسبب بعض المشاكل، وفسخت الخطبة، ولكنه كان يحبني، ولم يكن راضيا عن الفسخ.
بعد ثلاثة أشهر كنت أفكر كثيرا في الأمر، وأعلم أنه ما زال يحبني، وفكرت أن أكلمه، ونحاول حل هذه المشاكل، ونعود لخطبتنا مرة أخرى، ولكن بعد تفكيري وصلني أنه خطب فتاة أخرى.
أريد أن أتحدث معه بسبب تأكدي أنه ما زال يحبني، وخطب هذه الفتاة لينساني، ويتجاوز المرحلة الصعبة التي كان يمر بها بعد انتهاء خطبتنا.
أشعر الآن بالذنب، وأفكر فيه كثيرا. فهل يجوز أن أحدثه لإرجاع خطبتنا الآن -علما أنه لا يحب خطيبته-؟ أم أكون بذلك أظلمها وأجرحها؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففسخ الخطبة عند الحاجة جائز، وليس فيه إثم، ولا ظلم.
قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: ولا يكره لها أيضا الرجوع إذا كرهت الخاطب؛ لأنه عقد عمر يدوم الضرر فيه، فكان لها الاحتياط لنفسها، والنظر في حظها. انتهى.
والأصل أن ّمكالمة الشابة للرجل الأجنبي؛ باب للفتنة؛ ولذلك نصّ بعض أهل العلم على عدم جوازها لغير حاجة.
قال العلّامة الخادمي -رحمه الله- في كتابه: بريقة محمودية: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة لأنه مظنة الفتنة. انتهى.
فما دام الرجل قد خطب هذه الفتاة، وقبلت به، فلا نرى لك الكلام معه بما يمكن أن يرده عن خطبتها، ونخشى أن يكون ذلك نوعا من التخبيب بينه وبين مخطوبته، وراجعي الفتوى: 49861.
فأعرضي عن ذلك تمامًا، وسلي ربك أن يرزقك الزوج الصالح، فإنك لا تدرين أين الخير.
والله أعلم.