السؤال
لو أخبرت فتاة صديقتها أنها كرهت خطيبها؛ لأنه يحاول مكالمتها طوال الوقت، ويسرّع علاقتهما، فهل يعد هذا من الغيبة؟
لو أخبرت فتاة صديقتها أنها كرهت خطيبها؛ لأنه يحاول مكالمتها طوال الوقت، ويسرّع علاقتهما، فهل يعد هذا من الغيبة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت صديقة تلك الفتاة التي تتحدث إليها في شأن خطيبها تعرف ذلك الخاطب؛ فحديثها عن ذلك الرجل بما يكره، غيبة لا تجوز للقائلة، ولا للسامعة.
وأما إن كانت صديقتها لا تعرف ذلك الخاطب المتكلم عنه، أو كانت تعرفه لو عُيِّن، ولكنها أبهمته، ولم تعيّنه؛ فلا يعدّ الكلام فيه غيبة، قال ابن حجر في فتح الباري: وَلَو أَن امْرَأَة وصفت زَوجهَا بِمَا يكرههُ، لَكَانَ غيبَة محرمة عَلَى مَنْ يَقُولُهُ وَيَسْمَعُهُ، إِلَّا إِنْ كَانَتْ فِي مَقَامِ الشَّكْوَى مِنْهُ عِنْدَ الْحَاكِمِ، وَهَذَا فِي حَقِّ الْمُعَيَّنِ. فَأَمَّا الْمَجْهُولُ الَّذِي لَا يُعْرَفُ؛ فَلَا حَرَجَ فِي سَمَاعِ الْكَلَامِ فِيهِ؛ لِأَنَّهُ لَا يَتَأَذَّى إِلَّا إِذَا عَرَفَ أَنَّ مَنْ ذُكِرَ عِنْدَهُ يَعْرِفُهُ. انتهى.
هذا، وننبه تلك الفتاة إلى أن المخطوبة أجنبية عن خاطبها؛ حتى يتم له العقد عليها؛ وعلى هذا الأساس يجب أن يكون التعامل بينهما، والأجنبية لا يجوز الحديث معها إلا للحاجة، إذا أمنت الفتنة، وروعيت الضوابط الشرعية من عدم اللين في القول، ونحو ذلك.
ولمزيد من الفائدة، راجعي الفتوى: 57291.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني