السؤال
كان لي قريب يعيش وحيدا -من الدرجة الثالثة-، لم يكن متزوجا، أو لديه أولاد، وكنت أحبه كوالدي، وكان يحبني أكثر من ولده، وكنت أزوره في بعض الأحيان، مع أني كنت مقصرا في السوال عنه، حتى وقعت أنا في بعض المعاصي، وتوفي هذا القريب نتيجة حادث في منزله، ولأنه يعيش وحيدا، ولم يكن أحد يزوره غيري، لم نعلم إلا بعد بضعة أيام أنه قد توفي، ودفن بعد وفاته بأكثر من يوم، ومنذ ذلك الوقت وقد تبت إلى الله عن كافة المعاصي التي كنت أقوم بها من قبل، وانتظمت في الصلاة، وقمت بعمل صدقة جارية لقريبي الذي توفي، وسددت كافة حقوق الناس التي كانت في رقبتي، وأصبحت أخرج الصدقات، ولكن الشعور بالذنب ما زال بداخلي؛ لأنه توفي وأنا أقوم بالمعاصي، فأقول ربما كان هذا عقابا لي من عند الله، ولو لم أكن أقوم بالمعاصي وتركتها؛ لزاد الله في عمره.
أو لو لم أكن مقصرا في السوال عنه، وقمت بزيارته قبل الحادث، أو السؤال عنه يوميا من خلال الهاتف؛ -لأنه وحيد- لم يقع الحادث، أو كنت سوف أدركه في المستشفى، ولم يمت.
وهذا الشعور بالذنب والتقصير تجاه قريبي يجعلني في حالة من الهم والنكد والحزن، ويجعلني أصلي الصلوات في غير أوقاتها في بعض الأوقات، وأظل أعترض على قضاء الله، وأفكر جِديًّا في الانتحار، وأدعو على نفسي في كل صلاة بالموت، حتى أرتاح من عذاب الضمير، ووساوس الشيطان التي بداخلي.