السؤال
كنت تاركا الصلاة، وإذا حاولت أن أصلي كان يشق علي الصلاة، وأصلي حتى الركعتين بثقل، ومنذ ثلاثة أعوام -الحمد لله- وأنا أصلي، وأصلي الرواتب، وأقيم الليل بأربع ركعات غالبا، وأيّ عمل قبل أن أقدم عليه يكون شاقًّا جدًّا، ومخالفا لما اعتدت عليه طيلة عمري، وبعد فترة يتيسر لي، وكل هذا بفضل الله، وأنا معترف بهذا، ولا أنسى ما كنت عليه.
وأعلم أنه لولا الله لظللت على ما كنت عليه قبل أن أقترب من الله، ولكن ما يشغل ذهني: هل هذا التيسير محبة من الله؟ أم ماذا؟ أنا لا أريد أن أقنع نفسي بهذا؛ لكي لا أزكي نفسي، ولكي لا أكون مثل آية: إنما أوتيته على علم.
وحينما أفكر هكذا يناقض إحسان ظني بالله، فلا أعلم ماذا أعتقد، وأحتار. فكيف أحسن الظن دون أن أعتقد أن لي مكانة، أو أزكي نفسي؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاحمد الله على ما يسره لك من الخير، واعلم أن الفضل منه سبحانه وحده، وأحسن الظن به تعالى، وسله حسن الخاتمة، ونرجو أن يكون هذا علامة على محبة الله تعالى لك، فإن العبد إذا اجتهد في فعل الفرائض، وأكثر من النوافل؛ أحبه الله تعالى، حتى يصير سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، كما في الحديث.
فالتوفيق للطاعات من علامات محبة الله للعبد -إن شاء الله-، لكن ليس للعبد أن يجزم بشيء من هذا، وإنما يرجو ويخاف، ويحسن الظن بربه تعالى، ويعلم أن الفضل منه وحده، وأنه إذا وكله إلى نفسه هلك، ويسيء الظن بنفسه، ويتهمها بالتقصير، ويظل دائما مجاهدا لها، محاولا تكميلها، وإزالة ما بها من نقائص.
فيرجو الله، ويخشى ذنوبه، ويعرف الفضل للمتفضل به تعالى، ويسأل الله أن يرزقه حبه، وأن يكون ممن يحبهم الله تعالى.
والله أعلم.