السؤال
لي قريب يستشير صديقا له في الكثير من الأعمال مع العلم بأن صديقه يدعي تفسير أحداث قد مضت دون الاطلاع على المستقبل و يحدد مكان إقامة القرين و ديانته دون الاطلاع على الغيب و لا يقوم بأعمال الشر و ينصح بقراءة آيات من القرآن الكريم في أوقات محددة وإعادتها طوال مدة معينة مع شرب كأس ماء أو...
فكيف يمكنني إقناعهما بعدم جواز ذلك في الدين الإسلامي خاصة و أنهما حديثا العهد بذلك.
جازاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فتفسير الأحداث التي قد وقعت على قسمين:
1- قسم يعتمد على أمور حسية أو شرعية، فلا حرج على من اطلع على ذلك أن يفسر تلك الأحداث على ضوء ما علم، كتفسير سبب هزيمة المسلمين يوم أحد بسبب عصيانهم، ويوم حنين في بدجاية المعركة بسبب إعجابهم ونحو ذلك، أو تفسير سبب انتشار الوباء في مكان معين بسبب ما فيه من تراكم القاذورات ووجود الحشرات الناقلة للأدواء ونحو ذلك، لأن هذا تفسير يستند إلى شيء محسوس ومعقول.
2- قسم يعتمد على الظن والوهم والخيال، أو بالارتباط مع الجن الذين يكذبون على من ارتبط معهم من الكهان والسحرة، وإن صدقوا في واحدة فإنما التقطوها من السماء، كما ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عن الذين يسترقون السمع: فيسمع الكلمة فليقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يليقها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا، فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء. رواه البخاري.
وتحديد مكان إقامة القرين ومعرفة ديانته قد يقع لشخص كأن يطلعه الله على شخصية الجني ومكان إقامته، وقد وقع هذا لجماعة من الصالحين، وقد يكون عبر جني يرتبط به الإنسي، وعلى كل حال، ننصحك بمتابعة حال هذا الشخص ومدى تمسكه بالإسلام وإطلاع بعض المشايخ والصالحين عندكم على ما يفعله، وبذلك تتبين لكم حقيقة أمره إن شاء الله ومن ثم تتم محاجته ونصيحته ومعرفة الموقف الشرعي منه.
والله أعلم.