السؤال
من فضلكم أجيبوني على حسب حالتي، لماذا تشددون في أمر قاطع الرحم، خصوصا إذا كان هناك سبب كبير يدفعني لذلك؟ لماذا لا يستجاب دعائي؟ الله- سبحانه وتعالى- يستجيب دعاء العصاة، حتى إبليس -عليه اللعنة- استجاب الله لدعائه، وأجله ليوم الدين؟ لماذا تقولون إن دعاء قاطع الرحم لا يستجاب؟ أين الدليل؟
أنا دائما أدعو وأشعر أن دعائي مستجاب، وأشعر أنني موفقة في الدعاء، فمن قبل لم أكن أدعو كثيرا، ولكن منذ سنة بدأت أكثر الدعاء، ومن علامات استجابة الله -سبحانه- للعبد، أن يلهمه الدعاء.
فهل العاصي لا يستجاب له؟ وماذا عن إبليس عليه اللعنة؟
ثم إن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها. والله يعلم ما في قلبي، ويعلم أني أريد أن أرضيه، لكن الأمر ليس بيدي.
أمي وأبي منفصلان قبل ولادتي، وأعيش في بيت جدي من الأم. وحدثت مشاكل كبيرة بسبب الأب، وجدي وجدتي وأمي تحملوا كل ذلك، وجدي الآن كبر ومرض، والأب ليس جيدا لا من الناحية الدينية ولا من الناحية الدنيوية، فهو لا يسأل عنا ولا يهتم لأمرنا. أنا وأختي. لم ينفق علينا أصلا، فقط أمي هي المتكفلة بنا، وجدي وجدتي وخالتي، بل إنه لما كان يأخذنا عن طريق المحكمة فقط لإغاظة أمي، كان يهددنا طول الطريق ونحن صغيرتان عمرنا 12 سنة، بأن يقتلنا ويقتل أمنا، ولا نأكل ولا نشرب حتى يعيدنا لأمي. كنت أظل أبكي أنا وأختي خوفا من أن نموت ولا نرى أمنا. وآخر مرة ذهبنا معه قال لنا: خلاص هذه النهاية، واليوم سآخذكما وأعمل بكما حادثا، ولولا ستر الله أني هربت منه أنا وأختي، لكان فعلا حدث ذلك.
ثم إنني لا آمن على نفسي وأختي منه، فتاريخه غير طيب، ولا أريد أن ألتقي به خوفا من أن يرجع ويسبب لنا الآلام، وجدي الآن مريض.
فهل هذا جزاء جدي أن أجلب له المشاكل في هذا العمر؟ لا والله، إنه إنكار للجميل، أهله ضربوا جدي، وكما قلت أنا أشعر أن الله وفقني لأعمال الخير، الحمد لله، فتح لي أبواب الطاعات، أبواب القرآن، أنا أشعر بذلك، والحمد لله لا يستطيع أحد أن يثبت لي عكس ذلك، فأنا أشعر بقرب الله.
ثم إن الشيخ مصطفى العدوي- بارك الله فيه- أراحني وقال إن هذا لا علاقة له بالأمر، ولم يرد لا في كتاب الله ولا في السنة، ولم يسمع عنه عند كبار الأئمة. فلماذا تقنطونا من رحمة الله؟
وجاء في الحديث أن الله -سبحانه وتعالى- يستجيب لدعاء المسلم ما لم يكن فيه إثم. بمعنى لا يدعو بمعصية، ولا قطيعة رحم. بمعنى لا يدعو على رحمه. ولم يستثن قاطع الرحم، بل استثنى الدعاء على الرحم.