السؤال
أنا عندي 37 سنة، وتقدم شاب لخطبتي من خمس سنوات، ورفض والدي؛ لأنه يعيش خارج البلد التي نعيش فيها، لديَّ أخت واحدة تكبرني بسنتين، وهي غير متزوجة، وعارضت أختي هذه أيضا زواجي بشدة، وكنت طيلة هذه السنوات أحاول إقناع والدي ليوافق على الشاب.
و-الحمد لله- وافق، ولكن أختي تغيرت معاملتها معي تماما، فهي لا تريد الكلام معي أحيانا، ورفضت مقابلة الشاب وأهله عندما جاءوا للزيارة، وهذا الموضوع يؤلمني جدا.
حاولت معها بشتى الطرق لتتغير، وتكون كسابق عهدها معي، ولكن في كل مرة لا أجد إلا فظاظة القلب، والقسوة، والكره، هي أختي الوحيدة، ولا أريد أن أخسرها، ولكن في نفس الوقت أتأثر جدا من سوء معاملتها لي، وهذا الموضوع يرهقني نفسيا وجسديا، ويؤثر على دراستي وحياتي. ماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الشرع الحكيم قد حث على الألفة والمودة بين المسلمين، ويتأكد هذا الأمر في حق ذوي الرحم، وإن فساد ذات البين وقطيعة الرحم من الشر والبلاء المستطير، فالواجب على المسلمين الحذر من ذلك، والحرص على الصلة، وحسن العشرة، وتراجع الفتوى: 6719.
وإذا كانت أختك على هذه الحال من التعامل معك بنوع من الجفاء والغلظة والهجر، فإنها مسيئة بذلك، وفي المقابل قد أحسنت بمحاولتك أن تكون علاقتك معها على ما يرام، ونوصيك بالاستمرار في هذا السبيل مع التوجه إلى الله سبحانه بالدعاء، والاستعانة ببعض من لهم مكانة عندها للإصلاح بينكما، فقد ندب الشرع إلى ذلك، وراجعي الفتوى: 50300.
وإذا لم يتيسر أمر الإصلاح بينكما، فاجتهدي في تناسي ذلك، والانصراف إلى ما ينفعك من مصالح دينك ودنياك، وتضرعي إلى الله تعالى أن يصلح ما بينكما، فهو سبحانه وتعالى على كل شيء قدير.
وأكثري من ذكر الله سبحانه، فإن ذلك صارف للهموم والغموم، كما قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}. ولا ينبغي اليأس بحال في سبيل الإصلاح.
والله أعلم.