السؤال
إذا عانى إنسان من الكثير من المصائب -مثل: الفقر، واليتم، والظلم-، وعندما كبر عصى الله بالكثير من المعاصي، ولم يرتكب الكبائر، وكان يصلي أحيانًا، ولم يستطع الصوم بسبب مرضه، وعمل الكثير من العمليات، وكان دائمًا يحمل المصحف، ووقع المصحف منه في طريقه للعملية الأخيرة، ومات بمرض في البطن، فهل يحتسبه الله شهيدًا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد تضمن سؤالك عدة أمور، وسيكون الجواب في النقاط التالية:
1ـ الميت بداء البطن يعتبر شهيدًا، كما ثبت في الحديث الصحيح، وراجعي المزيد في الفتوى: 299908.
2ـ نسأل الله تعالى أن يرحم هذا الشخص المتوفى، وأن يغفر له ما وقع منه من معاصٍ، ومنكرات.
ونوصي السائلة بالدعاء له بالمغفرة، إضافة إلى الصدقة عنه -إن أمكن ذلك-.
وما حصل للميت المذكور من أمراض، ومصائب؛ يرجى أن تكون مكفّرات لذنوبه؛ فإن الأمراض سبب لمحو الذنوب، كما تقدم في الفتوى: 142715.
3ـ إذا كان الميت قد عجز عن الصيام حتى مات؛ فإنه لا يشرع قضاء الصوم عنه، كما سبق في الفتوى: 105730. كما لا يشرع قضاء الصلوات التي تركها، وراجعي الفتوى: 145423.
4ـ بخصوص وقوع المصحف من ذلك الشخص، فإن كان عن غير قصد؛ فإنه لا يأثم؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله قد تجاوز عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه، وصححه الشيخ الألباني.
والله أعلم.