السؤال
أعاني منذ ثماني سنوات من مرض ثقيل في القلب، وكلما حاولت العلاج ازددت سوءًا؛ حتى وصلت الآن لحالة صعبة، فلا علاج، ولا طبيب، وصحّتي من سيئ لأسوأ، ولم أتوقّف عن الدعاء، وما زلت أُلِحّ في كل صلاة ووقت، لكنني أعاني أكثر، فهل أتوقّف عن الدعاء؟ وهل تدهور حالتي مع الزمن والدعاء، يعني أن الله لا يريد الاستجابة؟ وأنا أحاول الإتيان بكل شروط وآداب الدعاء، وأتصدّق، وألحّ، ولكن معاناتي تثقل وتزداد، فأرشدوني، وهل يمكن أن يستجيب الله لي بعد ثمان سنوات؟ وادعوا الله لي بالشفاء العاجل -لعل الله يستجيب لكم؛ فإنه لا يعلم بعذابي إلا الله-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاستمرّي في الدعاء ولا تتوقّفي؛ فإن رحمة الله تعالى وسعت كل شيء، وهو -سبحانه- قادر على أن يعجّل شفاءك بمنّه، وكرمه.
ثم اصبري، واعلمي أن لك جزيل الأجر بالصبر، وأن هذا البلاء قد يبلّغك منازل عند الله لا تبلغينها بصالح عمل.
وقد اشتدّ البلاء بنبي الله أيوب أكثر مما اشتدّ بك، ثم كشفه الله عنه برحمته بعد طول المدة، والله على كل شيء قدير.
فاصبري، واستمري في دعائك، ولا تظنّي بربك إلا الخير.
واعلمي أن قضاءه كله للمؤمن خير؛ فالمؤمن دائر بين نعمة تستوجب الشكر، وبلية تستوجب الصبر، ومطلوب منه أن يقوم بواجب العبودية في كل الأحوال.
نسأل الله أن يخفّف عنك، ويعجّل بشفائك.
والله أعلم.