السؤال
أنا شاب في التاسعة والعشرين من عمري، وحتى الآن لم أتزوج، وهناك عدة أسباب لذلك؛ منها:
أن أبي دائما ما يتدخل في اختياري، ويريد أن يختار هو لي، فاذا رأيت فتاة، وأعجبتني، ثم أخبرته برغبتي سرعان ما يبدأ في اختلاق الأعذار: إنها ما زالت صغيرة، أو إنها ما زالت تدرس، أو إن أهلها غير مناسبين ... إلخ.
مع أنهم يكونون أناسا عاديين مثلنا، وقد بدأت في البحث عن زوجة منذ عدة سنوات، وها أنا كلها شهور وسأتم الثلاثين، ولم أحرك ساكنا، وقد أصبحت معقدا في اختياري بسبب تأخري في الزواج؛ لأني بدأت أصر أني لن أتزوج إلا من فتاة جميلة، ومتدينة؛ لأني انتظرت طويلا، ولا أستطيع أن أقدم بعض التنازلات الآن. وربما بحثي عن فتاة جميلة أيضا نابع من شخصيتي، وما مررت به.
فأنا أقارن نفسي بأصدقائي، فهم كانوا على علاقات مع الفتيات قبل الزواج، وقد تزوجوا. أما أنا فكنت دائما ما أبتعد عن هذه العلاقات المحرمة، وأنصحهم بالابتعاد عنها. ولهذا فإني أتمنى أن يعوضني ربي في الحلال بما يرضي قلبي. هل هذا حسن ظن بالله؟ أم تفكيري هذا يعد سذاجة مني؟
ساعدوني، فأنا أشعر بفراغ كبير في داخلي، ونفسيتي تسوء كثيرا، بسبب الشعور بالوحدة والفراغ، وهذا يؤثر عليَّ في حياتي وعملي، وأحيانا لا أستطيع أن أحتمل هذا الشعور، ولا أستطيع التخلص منه إلا بالعادة السرية -والعياذ بالله-. فعندما أتخلص من شهوتي يخف تفكيري في الأمر.
ومؤخرا بدأت أظن أن زواجي أمر مستحيل، وأحيانا ما تراودني أفكار انتحارية بسبب ظلم أبي لي، فأنا أشعر بالقهر، ولا أستطيع أن أفعل شيئا، لكن أكثر ما يحزنني هو أني أفعل المعصية، ولا أستطيع الابتعاد عنها بالكلية، ورغم كل ذلك، فإن تأخر زواجي لا يهمني أكثر من تفكيري أني قد أموت على المعصية.
وخلال هذه الأيام رأيت فتاة، وأعجبتني، وتكرر نفس الموضوع مع أبي، ولا أعلم كيف أتعامل مع الأمر. فأنا لا أريد أن أكون عاقًّا، وأيضا أريد أن أعف نفسي بالحلال مع الفتاة التي أختارها، وليس من يختارها أبي.
أرجو من سيادتكم قراءة الموضوع جيدا، والرد والنصح على النقاط التي ذكرتها جميعا.