السؤال
أكرمني الله وعُيِّنت في وظيفة في بداية حياتي التي كانت صعبة جدًّا، فقد توفي والدي ووالدتي، وتركا لي أخًا أصغر.
بعد زواج اثنين من أشقّائي وشقيقتي، أنهيت تعليمًا فوق المتوسط اختصارًا للوقت، ولعدم القدرة على تكاليف ذلك.
وبعد أن قمت بتعليم نفسي وأخي الأصغر، تزوّجت، ورزقني الله أربع بنات إحداهنّ تعاني من إعاقة ذهنية، فعلَّمت الثلاث، وتخرّجت اثنتان منهنّ من الجامعة، وبقيت الصغيرة في المرحلة الثانوية، بالإضافة لابنتي المريضة.
تزوّجت الكبرى، ورزقها الله بحفيدتي، وخطبت الثانية.
توفي شقيقي الأكبر، الذي حُرِم من نعمة الإنجاب، وكان نعم الأخ حسب قدرته.
وتوفيت شقيقتي، وكانت نعم الأخت، وكذا زوجها -رحمة الله عليهما-، وبقي أخي الأصغر، وأخي الأكبر -الثاني في ترتيب الأشقاء سنًّا-، ولكنه رُزق بزوجة قطعته عنّا، منذ أن كانت أمّي على قيد الحياة، وعلّمته الطمع فيما في يد غيره.
ولم يمُدَّ لنا يد العون يومًا، بل إنه عندما تُوفي أخي الأكبر، ولم تكن له ذرية، ولا زوجة؛ فذهبت لأدفنه، وعدت فوجدت زوجة أخي -الطمّاعة- قد أخذت كل ما في الشقة قبل عودتنا من بلدتنا، بعد دفن أخي -رحمة الله عليه-.
أعيش مع زوجتي الصابرة التي تحمّلت ظروفنا، وقد أصبح لدينا شقة، وسيارة، ومبلغ مالي، ناتج عن وظيفتي لمدة 34 عامًا، وسأبلغ سنّ التقاعد في منتصف فبراير القادم، ولديّ تأمين، وسأحصل على مكافأة التقاعد، فهل يجوز لي كتابة شقّتي وسيارتي، ومكافأة معاشي لبناتي، خصوصًا التي لم تتعلم، ولم تعرف عن الدنيا شيئًا؟ مع العلم أنني أوصيت مستنديًّا في جهة العمل بأنه في حال وفاتي في العمل، توزّع مستحقّاتي من العمل طبقًا للشرع، وإن قمت بكتابة مدّخراتي، وشقّتي، وسيارتي لبناتي، وزوجتي، فهل أكون آثمًا؟ أفيدوني.
وأسألكم أن تدعوا لي ولأسرتي، ولعامّة المسلمين بالستر في الدنيا والآخرة، وأن يتوفَّنا الله مسلمين، وأن يلحقنا بالصالحين، ويغفر لي ذنوبي، ويسامحني على تقصيري، وأن يكرمكم، ويبارك في علمكم.