السؤال
في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة، ما منعه من دخول الجنة إلا الموت"، هل معناه أنه يدخل الجنة بغير حساب، إن لم يقم بالكبائر، أو تاب منها؟
في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة، ما منعه من دخول الجنة إلا الموت"، هل معناه أنه يدخل الجنة بغير حساب، إن لم يقم بالكبائر، أو تاب منها؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالحديث المشار إليه هو حديث أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت. رواه النسائي، وغيره.
وقد اختلف في ضعفه، وحسنه، وبالغ ابن الجوزي؛ فذكره في الموضوعات، ولا يُوافَق على هذا، بل الحديث حسن -إن شاء الله-، وقد صحّحه ابن حبان، وكذلك الألباني.
ومعنى الحديث مختلف فيه أيضًا؛ للاحتمال في قوله: (لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت).
ومن أجود ما قيل فيه ما ذكره الصنعاني في سبل السلام، وذكره غيره أيضًا: أي: لا يمنعه إلا عدم موته، حذف لدلالة المعنى عليه. انتهى.
لكن دخول الجنة بعد الموت، لا يلزم منه عدم الحساب، والمُغيّبات يُتَوقّف فيها على ما وردت به النصوص، لكن هناك احتمال في معنى الحديث قد يدلّ على أنه يدخل الجنة بعد البعث من غير توقّف، قال المباركفوري في مرعاة المفاتيح: وقيل: المراد من الموت في الحديث كون العبد في البرزخ قبل البعث، فإذا بعث يوم القيامة، يدخل الجنة من غير توقّف. انتهى.
ومهما يكن من أمر؛ فلا ينبغي أن يشغل المرء نفسه بالتكلّف في البحث عمّا لم يرد فيه نصّ حاسم.
ونصوص الترغيب للحثّ على فعل المرغَّب فيه، ونصوص الترهيب للزجر عنه، وحسْب المرء أن يمتثل ذلك، فإن فعل؛ ففضل الله واسع، ومن زُحزِح عن النار، وأدخل الجنة؛ فقد فاز، ولو حوسب، قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ {آل عمران:185}، ولمزيد من الفائدة، انظر الفتوى: 17811 بعنوان: الموت وما بعده إلى الجنة أو النار.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني