السؤال
اغتسلت من الحيض قبل انقطاع الكدرة، لأنني خشيت انقطاع الكهرباء، وتعذر الحصول على الماء الساخن، ونويت نية الاغتسال للتطهر من الحدث الأكبر، وقلت في نفسي: إما أن تنقطع الكدرة بعد الاغتسال، فأصلي، وإما أن تستمر، وتنقطع في وقت يتعذر فيه وجود الماء الساخن فأغتسل اغتسالا سريعا بماء دافئ، وأصلي، وجلست حتى إذا أذن للعصر أدخلت القطنة، ورأيت شيئا، فسألت نفسي: هل هذه صفرة؟ لأن الكهرباء كانت مقطوعة، وكان الجو معتما، فأخذت القطنة بجانب مكان فيه نور، ثم أدخلتها ثانية، فرأيت الطهر، فصليت، ولا أذكر هل عدت إلى المنديل الأول لأتحقق هل هي صفرة أم لا؟ فلما كان من اليوم التالي حين أردت صلاة الفجر ترددت هل كان الشيء الذي رأيته أولا صفرة أم لا؟ فماذا أفعل؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالصفرة، والكدرة المتصلة بالدم حيض على الراجح، وذلك لخبر عائشة رضي الله عنها: أن النساء كن يبعثن إليها بالدرجة فيها الكرسف فيه الصفرة فتقول: انتظرن لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء. رواه البخاري معلقاً، ورواه مالك في الموطأ موصولاً.
قال ابن قدامة رحمه الله: فصل : وحكم الصفرة والكدرة حكم الدم العبيط في أنها في أيام الحيض حيض وتجلس منها المبتدأة كما تجلس من غيرها وإن رأتها بعد العادة متصلة بها فهو كما لو رأت غيرها على ما بينا، وإن طهرت ثم رأت كدرة أو صفرة لم تلتفت إليها لخبر أم عطية وعائشة. انتهى
والغسل قبل التحقق من رؤية الطهر غير مجزئ، فإذا كنت اغتسلت ـ كما ذكرت ـ حال استمرار الحيض قبل أن تتحققي من رؤية الطهر، فغسلك هذا غير صحيح، وعليك أن تعيدي هذا الغسل، وتعيدي ما صليته من صلوات بعد حصول الطهر، وقبل الاغتسال.
والله أعلم.