السؤال
أنا طالب جامعي، ومسؤول عن بعض المناصب الجامعية التي تنفع الطلبة، ورقم هاتفي للتواصل على الواتساب متاح لجميع الطلبة.
أحيانا يتم التواصل بيني وبين بعض الزميلات، ممن أراعي الحدود الشرعية في التعامل معهن. ولكن أحتاج أحيانا لإضافة أرقامهن على هاتفي، لتكرار التواصل، أو لإضافتهن على مجموعات الجامعة على الواتساب، وهن أيضا يضفن رقمي عندهن.
وهذا يتيح لي رؤية الحالات الخاصة بهن، والتي ينشرن فيها صورهن -أحيانا-، وهن يعلمن أنها تُنشر لجميع الأرقام المسجلة.
وأحيانًا أراها دون عمد وأغلقها، ولا أسعى لرؤيتها، وأحيانًا أَرُدُّ على بعض تساؤلاتهن التي ينشرنها من باب النفع، دون كسر أي حدود شرعية. ولكن أخبرني أحد الأصدقاء أن إضافة أرقامهن حرام؛ لأن صورهن التي ينشرنها فتنة. فما رأيكم؟
وأسألكم النصح للفتيات اللاتي يفعلن ذلك، أيضا.
وشكرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في إضافة بعض الطالبات في وسائل التواصل إذا دعتك لذلك حاجة، واقتضت المصلحة إضافتهن، بشرط أمن الفتنة، وانتفاء الريبة والشبهة.
والواجب عليك مراعاة الضوابط الشرعية عند الحاجة للتواصل مع إحداهن، بألا تتجاوز قدر الحاجة، وأن تجتنب كل دواعي الفتنة. وانظر الفتوى: 30792.
وإن لم تدع للتواصل حاجة، أو خشيت الفتنة، فالواجب عليك الحذر. فالإسلام قد وضع سياجا متينا للتعامل بين الرجل والمرأة الأجنبية؛ ليكونا في مأمن من دخول الشيطان بينهما، وسوقهما للشر والفساد، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ. {النور:21}.
وثبت في الصحيحين عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
والدخول على حالة أيٍّ منهن قد يكون مدخلا من مداخل الشيطان، فينبغي أن تكون على حذر من ذلك، وخاصة من علمت، أو غلب على ظنك أنها قد تنشر صورها ونحوها.
وإن قدر أن وقعت عينك على صورة لإحداهن من غير قصد، فنرجو أن لا يكون عليك حرج في ذلك، فقد قال تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}.
والواجب على الفتيات اللائي يضعن صورهن في مواقع التواصل على وجه يخالف الشرع، أن يتقين الله -عز وجل- ويتذكرن الوقوف بين يديه؛ فإن هذا الفعل منهن يتضمن عدة محاذير شرعية.
ومن ذلك: أن فعلها هذا يتنافى مع ما هي مأمورة به من الستر.
هذا بالإضافة إلى التسبب في فتنة الشباب، وفتح أبواب الشر، وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.
هذا بالإضافة إلى أن هذه الصورة قد تقع بيد بعض المجرمين ممن يمكنه أن يتلاعب بها، وينشرها على وجه يكون سببا لفضح صاحبتها، ونسبة جرم إليها لم تفعله، إلى غير ذلك من المحاذير.
والله أعلم.