السؤال
أنا طالب متزوج وأعيش حاليا في بريطانيا بهدف الدراسة وسأرزق بمولود إن شاء الله مع نهاية الشهر الخامس. ونظرا لهذا الظرف الجديد(الزواج و المولود الجديد) فأنا بحاجة للعمل لتأمين مصاريف الحياة. حاولت الحصول على عمل في مؤسسات أو أماكن أخرى لا تتعامل بالخمور ولكني لم أوفق .
وسؤالي هو هل يجوز لي شرعا العمل في مطعم عربي (أو أجنبي) ولكنه يقدم الخمور والمشروبات الروحية. مع العلم بأنه قد لا أتمكن من تجنب تقديمه أو النظر إليه أن لزم الأمر.
ملاحظة: زوجتي حاصلة على بعثة دراسية ولكنها لا تكاد تكفي المصاريف اليومية وأنا مطالب بتأمين كافة المصاريف العائلية خصوصا مع قدوم المولود الجديد. أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله قد تكفل لزوجتك وأولادك برزقهم.
قال الله تعالى: [ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا] (هود: 4).
وقال تعالى: [وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ] (العنكبوت: 60).
وقال تعالى: [وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ] (الأنعام: 151).
وفي الحديث: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد. رواه مسلم.
وقد شرع الله التسبب والبحث عن الرزق وحرم الوسائل المحرمة في تحصيله، ومن ذلك بيع الخمر وحملها، ففاعله ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث: لعن الله الخمر وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها. رواه أبو داود، واللفظ له. والترمذي والحاكم، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي والألباني.
وبناء عليه، فإنه يتعين عليك تحري الحلال في كسبك والابتعاد عن المحرمات والشبهات، فإن قضاء الحاجة يحصل بتقوى الله وطاعته، لا بمعصيته، ومن ترك الحرام عوضه الله خيرا مما ترك.
قال الله تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( البقرة: 189).
وقال: [وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ] (الطلاق: 2-3). وقال: [وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا] (الطلاق: 4).
وفي الحديث: ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تأخذوه بمعصية الله، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه البزار، وصححه الألباني في صحيح الترغيب.
وفي الحديث: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه الإمام أحمد وابن حبان، وحسنه الأرناؤوط والألباني.
وفي الحديث: إنك لن تدع شيئا لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه. رواه الإمام أحمد وصححه الألباني والأرناؤوط.
وعليك أخي بالاستعانة بالصلاة والدعاء آخر الليل وبين الأذانين، وعند الإفطار من الصوم.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 2049، 2058، 27373، 32655.
والله أعلم.