السؤال
أســاتذتي العلماء أنا شــاب في الرابعة عشر من عمري ومسألتي هي :أني أعاني في بعض الأوقات من متاعب الغسل من الاحتلام فمثلا يكون في وقت الصباح قبل الذهاب إلى المدرسة وهذا قد يشكل علي .. وأيضـا عندما أكون في رحلة مع المدرسة أي مثلا رحلة برية فإذا احتلمت أستحي أن أقول للمعلم أين يمكنني أن أغتسل حيث إنه لا تتوفر أماكن الاغتسال .. فهــل هناك طريقة أقدر بها على منع الاحتلام . هذا وجزاكم الله خيرا ..
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالاغتسال من الاحتلام إذا رأى الماء واجب، ولا يجوز تركه من أجل الحياء، وهذا ليس بحياء محمود، وإنما هو خجل مذموم، لأن الله لا يستحيي من الحق .
وقد كان يعرض لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك من الاحتلام فلا يمنعهم الحياء من الاغتسال أو التيمم عند عدم القدرة على الماء، كما في حديث عمرو بن العاص، لما تيمم وصلى بأصحابه الفجر وكان الجو باردا، وكانت به جنابة فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على فعله كما في مسند أحمد وسنن أبي داود، وقد روى أحمد وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى الصلاة فلما كبر انصرف وأومأ إليهم أي كما أنتم، ثم خرج فاغتسل ثم جاء ورأسه يقطر فصلى بهم، فلما صلى قال: إني كنت جنبا فنسيت أن أغتسل.
وعدم وجود مكان مخصص للاغتسال ليس عذرا لترك الاغتسال من الجنابة، فبإمكانك الاغتسال في أي مكان يستر العورة، وأما طريقة منع الاحتلام فليس هناك طريقة لمنعه لأنه أمر طبيعي ولا إرادي، ولا يؤاخذ الإنسان عليه.
ولكن اعلم أن من أسباب الاحتلام التفكير قبل النوم في النساء والجماع وما يتعلق بذلك، فعليك أن تصرف تفكيرك عن هذه الأمور، وعليك بأذكار النوم، ومنها آية الكرسي، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأها عند النوم لم يقربه شيطان. متفق عليه. والاحتلام من الشيطان، فعن ابن عباس موقوفا: ما احتلم نبي قط إنما الاحتلام من الشيطان. رواه الطبراني.
والله أعلم.