السؤال
منذ سنتين اكتشفت أن أمي تكلم رجلا على الواتساب كلاما جنسيا -والعياذ بالله - ولم أعرف ماذا أفعل؟ وكنت غاضبا جدا، فلم أفعل شيئا، ولم أخبرها، ولم أكن أعرف أن السكوت يجعنلي ديوثا، والآن بعد سنتين فتشت جوالها، فلم أجد محادثات مع رجال، ولم أجد أرقاما لرجال غرباء، فقلت في نفسي إن أمي على الأغلب تابت، فهل يجب أن أخبرها أنني اكتشف أنها تكلم رجلا غريبا؟ أم أبقي الأمر سرا، لأنها قد تابت؟ وهل عدم وجود محادثات مع رجال، أو وجود أرقام لرجال يكفي لأحكم أنها تابت، لأنني لا أريد أن أكون ديوثا، وأخلد في النار؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أنّ تفتيش جوال الأمّ -أو غيرها- دون إذنها؛ لا يجوز، لكونه داخلا في التجسس، وهو محرم، ولا يجوز إلا في أحوال بيناها في الفتوى: 30115
وما دام الحال -كما ذكرت- من عدم ظهور ريبة من أمك؛ فالظاهر أنها تابت، فلا تخبرها بما اطلعت عليه من المنكر، واستر عليها، وأحسن الظنّ بها، وادع الله أن يجنبها الحرام، واجتهد في إعانتها على التقرب إلى الله، والأخذ بأسباب زيادة الإيمان به.
وعلى أية حال؛ فأنت غيور على المحارم، ولست ديوثا -والعياذ بالله- فالدياثة هي عدم الغيرة على الأهل، والمحارم، والديوث هو الذي يقرّ الفاحشة في أهله، وانظر الفتوى: 49407
واعلم أنّ حقّ أمّك عليك عظيم، ولا يسقط حقّها عليك في البر بوقوعها في المنكرات، فاجتهد في برها، والإحسان إليها، فإنه من أفضل الطاعات، وأحبها إلى الله.
والله أعلم.