السؤال
ما السر في تقديم قوله تعالى في سورة البقرة129 لقوله..يزكيهم... وبين تأخير هده الكلمة في سورة الجمعة2
ما السر في تقديم قوله تعالى في سورة البقرة129 لقوله..يزكيهم... وبين تأخير هده الكلمة في سورة الجمعة2
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالآية الأولى من سورة البقرة برقم: 129، وهي قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام: [رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ] (البقرة:129).
قال ابن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير" معلقا على هذه الآية: وقد جاء ترتيب هذه الجمل في الذكر على حسب ترتيب وجودها، لأن أول تبليغ الرسالة تلاوة القرآن، ثم يكون تعليم معانيه، قال تعالى: [فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ] (القيامة: 18-19).
ثم العلم تحصل به التزكية وهي في العمل بإرشاد القرآن. انتهى.
والآية الثانية من سورة الجمعة وهي قوله تعالى: [هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ] (الجمعة:2).
وقد علق عليها ابن عاشور أيضا قائلا: وابتُدئ بالتلاوة لأن أول تبليغ الدعوة بإبلاغ الوحي، وثنى بالتزكية لأن ابتداء الدعوة بالتطهير من الرجس المعنوي وهو الشرك وما يعلق به من مساوي الأعمال والطباع، وعقب بذكر تعليمهم الكتاب، لأن الكتاب بعد إبلاغه إليهم تبين لهم مقاصده ومعانيه. انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني