السؤال
هل إخفاء الأمور الشخصية عن الأخت حرام؟ أختي تفتش جوالي، وتراقبني دائما، وأنا أحاول منعها، لكن بلا فائدة، وتسببت لي بضيق شديد، هي لديها شك أني على علاقة مع أحد بحكم عملي، حيث كان يوجد لدي أرقام العديد من الزبائن الرجال، لكن لا أتواصل معهم إلا للعمل، وحاليا تركت العمل، ولكن حين وضعت رمزا خاصا لهاتفي أصبحت تتحسبن علي، وتدعو علي، وتمسك هاتفي؛ علها تجد إشعارا من أحد، علما أنها تعاني من اكتئاب نفسي، وحين أحاول منعها تتحسبن علي،
وأنا أخاف. هل ما أفعله من غلق هاتفي عنها حرام، أو فيه إثم؟ علما أنها قاربت الأربعين من العمر، وأنا عمري 35، وغير متزوجتين.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في إغلاق هاتفك، ووضع رمز خاص به، وليس لأختك الحق في فتحه، أو البحث فيه بغير إذنك، والأصل في المسلم السلامة من كل ما يشين، ولا يجوز إساءة الظن به لغير مسوغ شرعي، وقد نهى الله عن سوء الظن، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات: 12}، وفي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث.
ودعاؤها عليك نرجو أن لا يستجاب؛ فإنه دعاء بغير وجه حق، وذلك من موانع إجابة الدعاء، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: لا يزال يستجاب للعبد، ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل.
ونوصيك بالصبر على أختك، والترفق بها، خاصة وأنك ذكرت أنها تعاني من اكتئاب نفسي، واجتهدي في طمأنتها في كل ما تخشاه، وما يدعوها لهذه التصرفات معك، وأن تجتنبي كل ما يدعو للشبهة.
وينبغي أن تسعى كل منكما في سبيل الزواج، وأن تستعين بالقريبات، أو الصديقات، وراجعي الفتوى: 18430.
والله أعلم.