السؤال
أعمل في مكان ما، وعلمت أن مدير المكان وقع في الزنا مع أكثر من فتاة هناك، فهل يجوز لي العمل معه؟ مع العلم أنه رجل يصلي دائما، ويتعامل معي باحترام، وأحيانا يذهب الموظفون في العمل، وأبقى أنا وهو في المكان فقط في نهاية اليوم، والباب ليس مقفلا من الداخل بشكل محكم، بل يمكن لأي شخص الدخول في أي وقت، فهل تعتبر هذه خلوة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز اتهام المرء بتلك الفاحشة دون بينة، ولا سيما مع ما ذكرتِ من صلاته، وسيما الصلاح عليه، لكن ليس لكِ الخلوة معه ولو في العمل، والخلوة المحرمة، كما جاء في الموسوعة الفقهية: ولا تجوز خلوة المرأة بالأجنبي ولو في عمل، والمراد بالخلوة المنهي عنها أن تكون المرأة مع الرجل في مكان يأمنان فيه من دخول ثالث. انتهى.
وقد جاءت الأحاديث النبوية الصحيحة الصريحة، بالتحذير من ذلك، ورد في الصحيحين عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم.
وقال صلى الله عليه وسلم: ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه أحمد، والترمذي، عن ابن عمر -رضي الله عنهما.
وروى الطبراني عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينها وبينه محرم.
وعلى هذا؛ فالأسلم لك ترك العمل في هذا المكان، ولا سيما إن كنتِ لستِ بحاجة إليه، ولو بقيت فيه فلا يجوز لك البقاء مع المدير في مكان العمل حال خلوه من غيركما، تأمنان فيها من دخول الداخل.
وسلامة الدين لا يعدلها شيء، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
والله أعلم.