الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإجابة عن استشكال نسبة الطائفتين المقتتلتين إلى الإيمان

السؤال

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد في إحدى المناقشات قال قائل قولاً عظيماً لا أستيطيع أن أقوله لأحد من المشايخ مباشرة ، ولولا أن الرسالة كأنها من وراء حجاب ما سألته لأحد وقد جاوبت عليه على قدر علمي غير أنه لو كان هناك زيادة ليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، وأحب ألا تذكر هذه الرسالة في الفتاوى ولكن أحب أن ترسل لي خاصة على الإيميل والسؤال : (( قال القائل في الآية وإن طائفتان من المؤمنين ... أن الصحابة الذين نزلت فيهم قد كفروا كفراً لا ينقل عن الملة )) ... نستغفر الله من ذكرالسؤال فأرجو أن لا تجدوا علي في ذكره وآسف لتلويث نظركم ومسمعكم .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أخرج الشيخان في سبب نزول هذه الآية من حديث أنس رضي الله عنه قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: لو أتيت عبد الله بن أبي، فانطلق إليه النبي صلى الله عليه وسلم وركب حمارا، فانطلق المسلمون يمشون معه، وهي أرض سبخة، فلما أتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إليك عني، والله لقد آذاني نتن حمارك، فقال رجل من الأنصار منهم: والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك. فغضب لعبد الله رجل من قومه فشتمه، فغضب لكل واحد منهما أصحابه، فكان بينهما ضرب بالجريد والأيدي والنعال، فبلغنا أنها أنزلت: [وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا](الحجرات: 9)

والقصة كما يتضح من سياق الحديث نزلت في طائفة من المؤمنين اقتتلت مع طائفة من الكفار. الطائفة الأولى تدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأخرى تدافع عن عبد الله بن أبي رأس المنافقين، وقد استشكل بعض العلماء نسبة الطائفتين للإيمان مع أن القصة أن إحدى الطائفتين كانت كافرة آنذاك، وجاء ذلك صريحا في رواية أسامة حيث قال: فاستب المسلمون والمشركون. وأجيب عن الاستشكال بأن ذلك محمول على التغليب.

ونستنتج من القصة أن الصحابة الذين نزلت فيهم الآية لم يكفروا كفرا مخرجاً عن الملة أو غير مخرج عنها، بل على النقيض من ذلك كانوا مدافعين عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم تأخذهم في الله لومة لائم، وعلى كافة المسلمين أن يعتقدوا في الصحابة الخير والصلاح، فهم خيار هذه الأمة بلا منازع، وكيف لا؛ وقد رباهم النبي صلى الله عليه وسلم على أحسن منهج وأجمل سيرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني