الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكسب من بيع حليب قبل غَلْيِه مع احتمال نقله للأمراض

السؤال

أعمل مع أبي في الجزارة: نشتري الأبقار، ونذبحها في المجزرة، ونحلبها أيضا، وأنا مكلف ببيع حليبها.
المشكلة أن الأبقار دائما في حالة تغير، وحالتها الصحية مجهولة (إذا كانت البقرة مريضة تنقل الأمراض عبر الحليب) الإحصائيات تقول إنه في كل 10 بقرات توجد واحدة مريضة.
نحن نحلب الحليب يدويا، مما يسبب سقوط بعض الشوائب فيه واتساخه، فنقوم بتصفيته بقماش، وقد شرحت لصاحب المحل أن عليه غلي الحليب لاستعماله بشكل آمن، لكنه لم يبال، ويقوم بجعله لبنا رائبا لاستخراج الزبدة، وأيضا أبي لا يبالي، الناس العامة في البوادي لا يبالون بشيء، ونحن أيضا نشربه، وأبي يعطيني أجرة من مال الحليب. هل هذا المال حرام عليَّ أم حلال؟
شكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن احتمال انتقال الأمراض لا يوجب غَلْيَ الحليب قبل بيعه.

ومثل هذه الاحتمالات غير معتبرة، ولا تبنى عليها الأحكام؛ فإن العبرة في الشرع بالغالب، -وهو هنا السلامة من المرض-.

جاء في الفروق للقرافي: اعلم أن ‌الأصل ‌اعتبار ‌الغالب، وتقديمه على النادر، وهو شأن الشريعة كما يقدم الغالب في طهارة المياه وعقود المسلمين، ويقصر في السفر، ويفطر بناء على غالب الحال، وهو المشقة، ويمنع شهادة الأعداء والخصوم؛ لأن الغالب منهم الحيف.

وهو كثير في الشريعة لا يحصى كثرة. اهـ.

وعليه؛ فعدم غَلْي المشتري للحليب لا يؤثر على صحة بيع الحليب، ولا على إباحة كسب بائعه، أو أجرة العامل فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني