السؤال
أنا طالب مقبل على الجامعة، وأنا ملتزم بالصلوات في الجماعة وموفر للحيتي، وأجتهد في غض البصر واجتناب المعاصي، وأسعى بفضل الله لقراءة الكتب النافعة، لكنني في دولة غير إسلامية وأخاف على نفسي الفتنة في الجامعة، خصوصا مع كثرة التبرج والانحلال والأفكار غير السوية.فما نصيحتكم في هذا الشأن.هناك أمر آخر وهو أن صلاة الجمعة قد تكون في وقت الامتحانات أو المحاضرات. فهل يسعني جمعها مع العصر، مع العلم أنني مسافر من بلدي للدراسة في هذه الجامعة. فهل آخذ حكم المسافر؟ وإن لم آخذه فما الحكم؟نقطة أخيرة وهي حكم العادة الخبيثة من أجل كبح جماح الشهوة في الجامعة؛ لئلا يقع الإنسان في التعامل مع الفتيات، خصوصا في حالات فوران الشهوة.جزاكم الله خيرا مسبقا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله -تعالى- أن يثبتك على طريق الحق والصواب، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن؛ إنه سميع مجيب.
ثم إن المسلم الحريص على دينه عليه أن يتجنب أماكن الفتن، فيحرص ابتداء على اختيار الجامعة التي لا يتعرض فيها للفتن.
فإن لم يتيسر ذلك له وتعينت هذه الجامعات طريقا للتعلم، فعليه حينئذ أن يقتصر على ما لا بد منه من الحضور، مع الالتزام بأحكام الشرع وآدابه من غض البصر، وغير ذلك.
وننصحه بالصوم؛ فإنه يكسر الشهوة ويضعف حدتها، إضافة إلى الزواج المبكر إن استطاع.
وقد أرشد رسول الله الشباب إلى ذلك في قوله: يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه.
وراجع المزيد في الفتوى: 255310
وبخصوص إقامتك المؤقتة لأجل الدراسة فالقول الراجح عندنا أنه لا ينطبق عليك حكم المسافر. وانظر الفتوى:5891
أما تأخيرك لصلاة الجمعة لكي تجمعها مع صلاة العصر فهذا لا يتأتّى؛ لأن صلاة الجمعة تشترط لها الجماعة، ويتعذر وجود جمعة تُصلّى وقت صلاة العصر.
لكن إذا كان يترتب على أدائك لصلاة الجمعة ضرر كبير في دراستك، فحينئذ يجوز لك التخلف عن الجمعة، وتصلي الظهر بدلا عنها.
وانظر الفتوى: 60991
والله أعلم.