الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الربح من مشاركة الفرص المتاحة على موقع إلكتروني، قد تصحبها مخالفات

السؤال

أنا شاب، ولدي موقع إلكتروني، أقوم بمشاركة فرص تعليمية في هذا الموقع كالسفر لأخذ منحة دراسية، أو تدريب مدفوع في مجالات مثل الاقتصاد، والعلوم، والطب، وغيرها من علوم الدنيا.
وهناك فرص مثل التطوع مع منظمات شبابية تخدم المجتمع، وفرص أخرى مثل مؤتمرات وندوات، وتبادلات ثقافية وغيرها.
أنا أحصل على بعض المال من خلال الإعلانات الموجودة على الموقع، والإعلانات أيضا تكون لأشياء متعلقة بالدراسة والعمل، وأخذ دورات تدريبية، أو تسويق لمنتج وهكذا.
سؤالي هو: أغلب الفرص التي أشاركها هي في دول أوروبية، والجمهور المتابع لموقعي من دول أوروبية، وقليل منهم من دول عربية؛ لأن أغلب الفرص متاحة فقط لمن يسكن أوروبا، لكن أحيانا تكون هناك فرص تشمل شبابا من كل دول العالم.
كل هذه الفرص طبعا تكون متاحة للشباب والفتيات في آن واحد، ويحدث اختلاط بين المشاركين في هذه الفرص، ويتبادلون الأحضان، بل إن بعضهم يمكن أن يقيم علاقة غير شرعية مع بعض.
وهذا فكر منتشر في أوروبا بين الشباب الأوروبي -للأسف- رغم أن الهدف الأساسي من الدورة التدريبية، أو التدريب، ليس ذلك إطلاقا.
والإقامة بهذه الأماكن تكون في أماكن منفصلة للشباب، وأخرى للفتيات.
ومن يفعل ذلك نسبة قليلة، وربما لا تحدث في كل فرصة أشاركها، لكن قد تحدث خصوصا بين الشباب صغار السن.
فهل أنا مذنب لمشاركة فرص مثل ذلك، والتربح من مشاركتها، رغم أن هدفي هو نشر شيء إيجابي لتطوير الذات، ونقل المهارات للشباب من أوروبا وخارجها، لكن بعض الناس قد تغلب عليهم أهواؤهم ذات مرة، ولكن هذا ليس الأصل؟
أيضا أنا لا أطلب أي مال من المشاركين؛ لأن هذه الفرصة ممولة من الاتحاد الأوروبي، أو حكومات دول أوروبية. والربح يأتي من خلال عرض بعض الإعلانات على موقعي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن حكم مشاركة هذه الفرص مَبْنِيٌّ على محتواها:

فإن كانت -كما قلت- تحتوي على عمل مباح، أو علم نافع يستفيده المشتركون في هذه الفرص. والتقصير والمخالفة ليس هو الأصل، وإنما يحدث من بعض المشتركين -كما تفضلت- فلا حرج في ذلك.

وارتكاب المخالفات الشرعية من قبل البعض، الإثم فيها على الفاعل؛ فقد قال الله تعالى: وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {الأنعام: 164}.

والدلالة على هذه الفرص ليس فيها إعانة على الحرام: لا مباشرة، ولا مقصودة.

ولمعرفة ضابط الإعانة المحرمة؛ راجع الفتوى: 321739.

وما تكسبه من خلال الإعلانات في موقعك الإلكتروني؛ لا حرج عليك فيه إذا كان محتوى هذه الإعلانات مباحًا، وخاليًا من الترويج للمحرمات.

ولمزيد من الفائدة؛ راجع الفتوى: 340018.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني