السؤال
أنا طالبة تمريض أدرس في الإمارات العربية وقد أنهيت سنتين من ثلاث سنوات من دراستي وقد طلبتني خالتي لابنها وهي تسكن في فلسطين وأخبرت أمي ألا تخبرني بالموضوع حتى يراني ابن خالتي لعله يغير رأيه، ما حدث أنني سأسافر مع أبي لوحدنا لزيارة جدتي وبالتأكيد سوف يأتي ابن خالتي مع أهله ليسلموا علينا وفي الوقت نفسه يراني فهو لا يعرفني منذ أربع سنوات وأنا خلال الأربع سنوات غطيت وجهي والحمد لله وهم لا يعلمون الأمر وسيعلمون بعد وصولنا إن شاء الله فما الحل، هل أكشف وجهي له عند زيارتهم لنا علما بأننا نحن الاثنين ننهي دراستنا العام القادم إن شاء الله وحتى لو وافق لن يخطبني إلا العام القادم إن شاء الله فالزيارة ستكون لرؤيتي فقط ليبني عليها قراره، إضافة إلى أن أخاه وربما زوج أخته سيأتون معه فهل أكشف وجهي أمامهم أيضا إن كان الجواب بجواز كشف الوجه على ابن خالتي كما أنه إن زرناهم في بيتهم وجاء شخص غريب سأغطي وجهي بالطبع وسيعلمون أنني أعلم بموضوع الخطبة وهم لا يريدون أن أعلم بموضوع الخطبة حتى يتيقنوا من موافقة ابنهم فما العمل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قدمنا حكم وجوب تغطية المرأة لوجهها عند ملاقاتها للرجال الأجانب عنها، وذلك في الفتوى رقم: 4470، والفتوى رقم: 1111.
ويستثنى من هذا نظر الرجل إلى المرأة التي يقصد خطبتها ليرى منها ما يدعوه إلى نكاحها وهو الوجه والكفان على رأي أكثر أهل العلم، والأصل في هذا ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنظرت إليها. قال: لا. قال: فاذهب فانظر إليها، فإن في أعين الأنصار شيئاً. قال ابن حجر: فيه استحباب النظر إلى وجه من يريد تزوجها وهو مذهبنا ومذهب مالك وأبي حنيفة وسائر الكوفيين وأحمد وجماهير العلماء. انتهى.
وعلى هذا، فإن كان ابن خالتك هذا يريد خطبتك حقاً فلا مانع أن تكشفي عن وجهك له حتى ينظر إليك للأدلة السابقة، أما غيره من الرجال الأجانب فلا يجوز لك ذلك وكذا هو إن كان غير قاصد للخطبة وإنما هذا مجرد تمن من أمك وخالتك.
والله أعلم.