الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تعليم الأمن السيبراني ونشره على المنصات

السؤال

هل يُعدّ تعليم الشبكات، والبرمجة، والأمن السيبراني على العلن، عبر منصات مثل يوتيوب، أمرًا محرمًا؟ إذ يمكن أن يصل إليه الصالح والطالح، وكل المجالات قد تكون سلاحًا ذا حدين في الخير والشر، حتى مجال الطب.
وإذا أنشأنا مدونة متخصصة في البرمجة، وهذه المجالات بشكل مجاني، وأردنا وضع إعلانات، فما الجهات التي تنشر محتوى غير مخالف؟ كما سمعت أن الإعلانات تُعرض وفقًا لنوعية المحتوى، فإذا كان المحتوى تقنيًّا، ألا يمكنني استخدام أي منصة إعلانية؟
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان أصل هذا المجال مباحًا، فالأصل جواز نشره وتعليمه، ويتأكد هذا إذا شاع خيره وعمّ نفعه! ولا يعكر على هذا احتمال سوء استعماله، فكل المجالات -كما ذكر السائل- قد تكون ذات حدّين في الخير والشر حتى الطب! وإنما يأتي الحظر في حال العلم بحال شخص معين، وأنه يريد بتعلمه شرًا، فهذا بعينه لا يعان على الشر بتعليمه، ويبقى من عداه على الأصل.

كما هو الحال في بيع ما يمكن استعماله في الحرام، لا يحرم بيعه لمجرد الاحتمال، قال ابن قدامة في المغني: بيع العصير لمن يعتقد أنه يتخذه خمرا محرم، وكرهه الشافعي ... إنما يحرم البيع ويبطل، إذا علم البائع قصد المشتري ذلك، إمّا بقوله، وإمّا بقرائن مختصة به، تدل على ذلك.
فأما إن كان الأمر محتملًا، مثل أن يشتريها من لا يعلم، أو من يعمل الخل والخمر معًا، ولم يلفظ بما يدل على إرادة الخمر، فالبيع جائز ... وهكذا الحكم في كل ما يقصد به الحرام
. اهـ.

وقال ابن حزم في المحلى: لا يحل بيع شيء ممن يوقن أنه يعصي الله به أو فيه ... فإن لم يوقن بشيء من ذلك، فالبيع صحيح؛ لأنه لم يعن على إثم، فإن عصى المشتري الله تعالى بعد ذلك فعليه. اهـ.

وأما التكسب من عرض الإعلانات، فراجع فيه الفتويين: 139151، 340018

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني