الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك الصلاة بسبب اعتقاده جاهلا أن الصلاة لا تصح مع وجود السلس

السؤال

في إفريقيا، في بلد غير عربي، وفي فترة لم يكن فيها تطور، وكان الفقر شديدًا، كان هناك رجل يصوم ويصلي ويؤذن، وكان -فيما نعلم- صالحًا، لكنه لم يكن ذا علم وفير، ولم يكن يعرف سوى القليل من سور القرآن؛ بسبب حواجز اللغة، إذ لم يكن يعرف العربية. وكان قليل العلم أيضًا لأنه نشأ في البادية.
ثم مرض مرضًا شديدًا، وأصيب بشيء كالسَّلَس (سلس البول)، ولم يكن يتوفّر له الماء نظرًا لطبيعة المكان الذي يعيش فيه. وبسبب جهله بأحكام التيمم وغيرها، اعتقد أنه لا يمكنه الصلاة ما دام على هذه الحال من النجاسة، ولم يخبره أحد أنه يجب عليه الصلاة حتى مع هذه الحالة، لأنه لم يكن حوله من هم أهل علم. فظن أن الصلاة لا تُقبل منه على هذه الحال، فلم يُصلِّ، ثم بعد أسبوعين أو ثلاثة تُوفِّي. فما حكم هذا الرجل؟ وماذا على أولاده؟ وهل يمكنهم فعل شيءٍ من أجله رجاء أن يغفر الله له؟
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الرجل الذي ذكرتِ حاله لا إثم عليه، ما دام قد ترك الصلاة جاهلاً بوجوبها عليه، بسبب عدم طهارته، فهو معذور بجهله، كما هو الظاهر من السؤال.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: لكن من الناس من يكون جاهلًا ببعض هذه الأحكام جهلاً يعذر به، فلا يحكم بكفر أحد حتى تقوم عليه الحجة من جهة بلاغ الرسالة، كما قال تعالى: لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. وقال تعالى: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا.
ولهذا؛ لو أسلم رجل ولم يعلم أن الصلاة واجبة عليه؛ أو لم يعلم أن الخمر يحرم لم يكفر بعدم اعتقاد إيجاب هذا وتحريم هذا؛ بل ولم يعاقب حتى تبلغه الحجة النبوية
. اهـ، وراجعي المزيد في الفتوى: 137328.

وبالنسبة لأولاد الرجل المذكور، وأهله، فلا يجب عليهم شيء تجاهه، لكن ينبغي لهم أن يكثروا من الدعاء له، والصدقة عنه، وانظري المزيد في الفتوى: 116798.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني