السؤال
هل هناك خطأ في قول أشهد أن لا إله إلا الله مع رفع السبابة بين جلوسي السجود وما الدليل.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذهب الفقهاء من أهل المذاهب إلى أن المصلي يجعل أصابع اليد اليمنى مبسوطة في الجلسة بين السجدتين كاليد اليسرى، وذهب ابن القيم وتابعه بعض المشايخ كابن عثيمين رحمه الله تعالى إلى أنه يقبض من يده اليمنى الخنصر والبنصر ويحلق الإبهام مع الوسطى ويرفع السبابة ويحركها عند الدعاء، قال ابن القيم في زاد المعاد: ثم كان يرفع رأسه غير رافع يديه، ويرفع من السجود رأسه قبل يديه، ثم يجلس مفترشا يفرش رجله اليسرى ويجلس عليها، وينصب اليمنى. وذكر النسائي عن ابن عمر قال: من سنة الصلاة أن ينصب القدم اليمنى، واستقباله بأصابعه القبلة، والجلوس على اليسرى، ولم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع جلسة غير هذه. وكان يضع يديه على فخذيه، ويجعل مرفقه على فخذه، وطرف يده على ركبته، ويقبض ثنتين من أصابعه، ويحلق حلقة، ثم يرفع إصبعه يدعو بها ويحركها، وهكذا قال وائل بن حجر عنه.
وأما حديث أبي داود عن عبد الله بن الزبير: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشير بأصبعه إذا دعا ولا يحركها، فهذه الزيادة في صحتها نظر. وقد ذكر مسلم الحديث بطوله في صحيحه عنه ولم يذكر هذه الزيادة، بل قال: كان رسول صلى الله عليه وسلم إذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرى بين فخذه وساقه وفرش قدمه اليمنى، ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وأشار بأصبعه. وأيضا ليس في حديث أبي داود عنه أن هذا كان في الصلاة، وأيضا لو كان في الصلاة لكان نافيا، وحديث وائل ابن حجر مثبتا، وهو مقدم، وهو حديث صحيح ذكره أبو حاتم في صحيحه. ثم كان يقول: رب اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني. هكذا ذكره ابن عباس رضي الله عنهما عنه صلى الله عليه وسلم، وذكر حذيفة أنه كان يقول: رب اغفرلي . وكان هديه صلى الله عليه وسلم إطالة هذا الركن بقدر السجود، وهكذا الثابت عنه في جميع الأحاديث، وفي الصحيح عن أنس رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقعد بين السجدتين حتى تقول قد أوهم وهذه السنة تركها أكثر الناس من بعد انقراض عصر الصحابة، ولهذا قال ثابت: وكان أنس يصنع شيئا لا أراكم تصنعونه يمكث بين السجدتين حتى نقول قد نسي أو قد أوهم. وأما من حكم السنة ولم يلتفت إلى ما خالفهما فإنه لا يعبأ بما خالف هذا الهدي. انتهى كلامه رحمه الله. وقال ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع: فإن السنة تدل على أنه يقبض منها الخنصر والبنصر ويحلق الإبهام مع الوسطى ويرفع السبابة ويحركها عند الدعاء هكذا جاء فيما رواه الإمام أحمد من حديث وائل ابن حجر بسند قال فيه صاحب الفتح الرباني إنه جيد وقال فيه المحشي على زاد المعاد إنه صحيح، وإلى هذا ذهب ابن القيم رحمه الله.
والراجح هو ما ذهب إليه عامة الفقهاء، وأما الحديث الذي استند إليه ابن القيم ومن تابعه فيحمل على أن ذلك في جلوس التشهد لا في الجلوس بين السجدتين.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني