السؤال
توجد خصومة بين فردين وبينهما رحم أحدهما معاق والثانى سليم في مشادة وكان الغلطان السليم فقام السليم بدلق ما يحمله من دواء في يده في وجه المعاق على مسمع ومرأى من الناس وشتمه ورفع الكرسى كى يضربه به فبكى المعاق واعتبرها حقارة منه وكل الحضور يعرفون أن السليم غلطان ودائما السليم يسىء له ففي عيد مد السليم يده للمعاق للسلام فقال المعاق أهنتني أمام الناس اعتذر لي فرفض السليم الاعتذار وقال إنه لم يغلط وهو كيف يعتذر له مع العلم أن المعاق بنت والسليم رجل وهو يرى أنه أحسن منها .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما أقدم عليه هذا الشخص الذي وصفته بأنه سليم، ضد تلك المعاقة من الشتم أمام الناس ورفع الكرسي عليها ليضربها، ونحو ذلك من الإهانة لا يجوز، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. وقال صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء. رواه الترمذي وأحمد.
وعلى هذا الذي شتم وأراد الضرب والإساءة أن يعتذر عن خطئه، لاسيما إذا كان الموضوع مع ذات رحم.
والأكمل للمعتدى عليها أن تصبر وتعفو عمن ظلمها ابتغاء الأجرمن الله.
قال تعالى: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {آل عمران: 134}، وقال: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ {الشورى: 40}، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله.
ونسأل الله العلي الكريم أن يهدينا جميعا إلى الطريق المستقيم ويجنبنا الاعتداء وسائر أنواع الظلم، ويقوي الأواصر بين ذوي القربى إنه سميع مجيب.
والله أعلم.