السؤال
ذكر ابن حزم في كتابه (جمهرة أنساب العرب) أن يعرب بن قحطان ليس من ولد هود عليه السلام بدليل قوله تعالى : (وإلى عاد أخاهم هوداً) وقوله تعالى: (وأما عاد فأهلكوا بريحٍ صرصر عاتيةٍ سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية) وهود عليه السلام، من عاد، ولا ترى باقية لعاد. سؤالي هو: هل استدلال ابن حزم رحمه الله هنا صحيح؟ وهل وافقه على ذلك أحد من أهل العلم؟ مع الأخذ بعين الاعتبار قول حسان بن ثابت رضي الله عنه:
فنحن بنو قحطان والملك والعلا *** ومنا نبي الله هود الأخاير
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اختلف النسابون في نسب قحطان، فذكر الطبري في تاريخه، وابن خلدون في تاريخه أنه ابن عابر بن شالخ وذكرا غير ذلك من الأقوال، وذكر ابن خلدون أن هذا القول هو الأصح، وقد ذكر الخطيب في تاريخ بغداد، والذهبي في السير، والعيني في شرح البخاري، وابن هبة الله في تاريخ دمشق، وابن كثير في البداية والنهاية، أن عابرا الذي ينسب إليه قحطان هو نبي الله هود عليه الصلاة والسلام.
ولا يعارض هذا ما ذكر في القرآن من إهلاك قوم عاد، فإن هذا الإهلاك خاص بمن كفروا وكذبوا، وأما هود ومن آمن معه فقد نجاهم الله تعالى، ويدل لذلك قوله في قصة هود: فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ {الأعراف:72}، وقوله تعالى: وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ {هود:58}، فإذا تقرر أن الله نجى هودا ومن آمن به فإنه لا يبعد أن يكون قحطان ممن آمن ونجا.
والله أعلم.