السؤال
إلى فضيلة الشيخ حفظه الله، أود منكم مساعدتي في حل مشكلة صديقتي العزيزة أم عمر التي تعاني وبشدة من هذه المشكلة، وهي بعد أن هداها الله بعد أن كانت متفتحة جدا ومتأثرة بالغرب والآن رزقها الله الهداية ولبست النقاب الشرعي بعد رفض ومعارضة أهلها وأقاربها واستغرابهم لها، أصبحوا يحاربونها بشدة ويطردونها من من بيوتهم ويعاملونها معاملة سيئة ولا يبقونها في زياراتهم الأسبوعية أو حتى اتصالاتها للسؤال عنهم وبرهم وهذا الشيء جدا سبب لها التعب والهلاك وهي لا تريد قطيعة الرحم وتريد وصالهم وبرهم، والآن هي خلعت النقاب بعد الاستخارة والدعاء بالليل وسؤالها لمشايخ الكويت وأجمعوا على أنه سنة ولا إثم عليها وهو ليس واجباً وهي الآن تتألم كثيرا وأصبحت مريضة وطريحة الفراش وحبيسة البيت بسبب هذا الذنب العظيم، والآن أهلها يحبونها ويفتحون لها بيوتهم وقلوبهم ويباركون لها خلعها للنقاب، هي الآن محتارة هل تبقى غير مرتدية للنقاب أم تتم منتقبة وتتحمل أذى أهلها، علما بأن أهلها ليس لديهم وازع ديني إلا القليل وإيمانهم جدا ضعيف وهي لا تستطيع الاستغاء عنهم نهائياً وعددهم كبير، ولديها من الأولاد ستة فهي تعبانة نفسيا.. فما رأي فضيلتكم أرشدوها إلى الطريق الأمثل بسرعة بارك الله فيكم وهل عليها إثم؟ ولا تنسونا بالدعاء الصالح.. أثابكم الله
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اختلف العلماء في حكم تغطية وجه المرأة، ما بين قائل بالوجوب وقائل بالاستحباب، والراجح هو القول بالوجوب، وراجعي الفتوى رقم: 4470 لتنظري الأدلة على ذلك.
وعليه، فإن المرأة التي تكشف عن وجهها آثمة، والواجب عليها التوبة إلى الله والندم على كشفها لوجهها، وأن تبادر بتغطيته، وأن تكثر من الاستغفار وفعل الحسنات، فإن الحسنات يذهبن السيئات.
وأما كون أهلها يقاطعونها بسبب التزامها بتغطية وجهها، فإن هذا والله من مظاهر غربة الدين في هذا الزمان الذي أصبح فيه المعروف منكراً والمنكر معروفاً، والله المستعان!!
والذي ننصحها به أن تتقي الله ربها وتلتزم بما أمرها به، ومن ذلك تغطية وجهها عند الرجال الأجانب وأن لا تنصاع لأهلها، فإن عذاب الله شديد لمن خالف أمره ونهيه!! أما الناس فإنهم لا يرضيهم شيء.
ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. رواه أحمد وغيره.
كما أنه يجب عليها -مع التزامها بأمر الله- أن تصل رحمها، وأن تصبر على أذاهم، فإن قطعوها فلا تقطعهم، وإن أساؤوا إليها فلا تسيء إليهم، وقد سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. رواه الإمام مسلم، وراجعي الفتوى رقم: 25366، والفتوى رقم: 20352.
ثم إننا نقول لهذه الأخت الكريمة: اعلمي أن الله لم يجعل علينا في ديننا من حرج وأن الأمر إذا ضاق اتسع!! وهذا والله من رحمة الله سبحانه بعباده الضعفاء، فإن اشتد عليك انقطاع أهلك عنك وتعطلت أمور حياتك الضرورية لامتناعهم عن مساعدتك، فلك حينئذ أن تعملي بقول من قال من أهل العلم بجواز كشف المرأة عن وجهها وفق ضوابط وضعوها، ومنها: أن يخلو الوجه من أي زينة، وأن تتحفظ من الاختلاط بالرجال الأجانب وأن تأمن على نفسها الفتنة ونحو ذلك، هذا وننصحك أن تحاولي إقناع أهلك برغبتك في تغطية وجهك، واستعيني على ذلك بدعاء الله.
والله أعلم.