السؤال
أرجو قراءة موضوعي جيداً للأهمية، أنا دائم الدعاء والتضرع إلى الله بالهداية إلى الصراط المستقيم من خلال هذه الأدعية (اللهم اهدني إلى صراطك المستقيم، اللهم اهدني إلى سواء الصراط اللهم اهدني وسددني اللهم إني أسالك الهدى والسداد، اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف، والغنى، اللهم أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين) وبعد هذه الأدعية أفوض أمري لله وأتوكل عليه بـ (ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير، وحسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم)، وفي كل صلاة عند قراءة الفاتحة عند طلب الهداية بـ اهدنا الصراط المستقيم أقولها من كل قلبي... بعد كل هذا أقول بنفسي طالما أني أطلب من ربي الهداية إلى الصراط المستقيم بمواطن الاستجابة وطالما أني مفوض أمري لله ومتوكل عليه فلا يمكن أن أكون سائرا بطريق خطأ أو اعوجاج وإن شاء الله لا يمكن أن أضل إن بقيت على ما أنا عليه، فهل يجوز لي هذا الاعتقاد وبمعنى آخر كيف يمكن لمسلم يدعو ويتضرع ويتوكل حسب ما ذكرت آنفا ويضل عن الصراط المستقيم فهل يمكن حدوث ذلك، أفيدوني أفادكم الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن توفيق الله لك بالدعاء والعبادة من علامات الخير والقبول إن شاء الله تعالى، قال الله تعالى: فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى {الليل:5-6-7}، قال شيخ الإسلام: إذا ألهم العبد أن يسأل الله الهداية ويستعينه على طاعته أعانه وهداه، وكان ذلك سبب سعادته في الدنيا والآخرة، وإذا خذل العبد فلم يعبد الله ولم يستغن به ولم يتوكل عليه وُكِلَ إلى حوله وقوته فيوليه الشيطان، وصد عن السبيل، وشقي في الدنيا والآخرة.
وبناء على هذا.. فالذي يقتضيه فضل الله تعالى وسعة رحمته وكمال كرمه وجوده هو أن من واظب على الدعاء وحسن التوكل وحسن الظن مع العمل الصالح أنه لن يضل عن الصراط المستقيم مع كثرة الدعاء بالثبات والخوف من مكر الله أو تقليب القلب، وهذا هو حال السلف جمعوا إحساناً وخوفاً، كما قال الحسن: المؤمن جمع إحساناً وخشية. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية، ألا أن سلعة الله الجنة. رواه الترمذي وحسنه، وصححه الألباني.
والله أعلم.