السؤال
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
من المعلوم أن سبعة يظلهم الله تحت ظله، ومنهم من ذكر الله خاليا ففاضت عيناه، هل معنى ذلك من ذكر الله (أي قراء القرآن) أم تذكر سيئاته وخطاياه فذرف الدمع مع الحسرات على ما فرط في جنب الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر أن معنى الحديث: ذكر الله ففاضت عيناه. هو الذكر باللسان أو القلب حال كونه خاليا من الناس أو من الالتفات لما سوى الله، ففاضت عيناه من خشية الله، أو شوقا إلى الله لفرط محبته وكمال إخلاصه، ويدخل في الذكر قراءة القرآن فهو سيد الذكر، قال أبي بن كعب: عليكم بالسبيل والسنة، فإنه ليس من عبد على سبيل الله وسنة ذكر الرحمن عز وجل ففاضت عيناه من خشية الله فتمسه النار. أخرجه أبو نعيم في الحلية.
قال القرطبي في المفهم: وفيض العين بحسب حال الذاكر، وبحسب ما يكشف له، ففي حال أوصاف الجلال يكون البكاء من خشية الله، وفي حال أوصاف الجمال يكون البكاء من الشوق إلى الله. انتهى.
ويؤيده ما في بعض الروايات ففاضت عيناه من خشية الله. وروي عن أنس مرفوعاً: من ذكر الله ففاضت عيناه من خشية الله حتى يصيب الأرض من دموعه لم يعذب يوم القيامة. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
أما تذكر الخطايا والبكاء عليها للتفريط في جنب الله فهو من التذكر وليس من الذكر؛ وإن كان ثمرة من ثمرات الذكر، فذكر الله يورث القلب حبا وخشية وإنابة إلى الله فيندم على ما فات فيدفعه للتوبة والاستغفار والفرار إلى الله.
والله أعلم.