الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من شأن المؤمن الابتعاد عن مواطن الشبهات

السؤال

يا فضيلة الشيخ عندي صديقة من حبي لها أخذت البريد الإلكتروني الخاص بزوجها من قائمة زوجي دون علم زوجي حتى أرسل لها صفحة من الفتاوى وأضفت الإيميل حتى إن كان هناك موضوع أستطيع أن أرسله لها المهم أنني بالخطأ وضعته ضمن القائمة التي تظهر عندما يكون أي من الأصدقاء متصل بالإنترنت المهم أنني عندما أتصل بالإنترنت أجد زوج صديقتي متصلاً بالإنترنت في بادئ الأمر كنت أتجاهله خاصة أنه يتصل من مكان عمله حتى أنني قلت لزوجته ذلك، ولكني اليوم قمت بإرسال رسالة له بعد أن رأيته متصلاً لأسأله عن زوجته لأنهما منتظران وصول مولود جديد وأنا حاولت أتصل بها ولكنها لم تجب علي فأرسلت له حتى أطمئن عليها، وللعلم عندما أرسلت زوجي غير موجود في المنزل ولا يعلم، أنا أسأل لأني بعدما فعلت ذلك أشعر بالتأنيب وغير مرتاحة لما فعلته، وأنا في النية أن أقول لزوجي بما حدث اليوم، فما الحكم في الموقف كله؟ وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ {النور:21}، وما قمت به من إرسال رسالة عبر الإنترنت إلى زوج صديقتك دون علم زوجك يخشى أن يكون خطوة من أولى خطوات الشيطان يريد أن يستدرجك ويوقعك في حبائله ويدمر بذلك حياتك وبيتك ويكدر صفو علاقتك بزوجك فاحذري كل الحذر من مثل هذه الخطوات والنزعات، ولا تعودي لمثل هذا التصرف مرة أخرى إلا بعلم زوجك، علماً بأن الأصل إباحة سؤال المرأة للرجل الأجنبي أو العكس عن الأمور العادية.

لكنا ننصحك بحذف البريد الإلكتروني الخاص بزوج صديقتك أو أي رجل آخر، والبعد عن مواطن الشبهة فإن الشيطان ربما ألقى في قلب زوجك شيئاً عنك، روى البخاري في صحيحه عن علي بن الحسين رضي الله عنهما قال: إن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت تنقلب (أي ترجع) فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يقلبها، حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: على رسلكما، إنها صفية بنت حيي، فقالا: سبحان الله يا رسول الله، وكبر عليهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يبلغ من ابن آدم مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً.

قال النووي في شرح مسلم: فيه استحباب التحرز من التعرض لسوء ظن الناس في الإنسان وطلب السلامة والاعتذار بالأعذار الصحيحة، وأنه متى فعل ما قد ينكر ظاهره مما هو حق وقد يخفى أن يبين حاله ليدفع ظن السوء، وفيه الاستعداد للتحفظ من مكايد الشيطان فإنه يجرى من الإنسان مجرى الدم فيتأهب الإنسان للاحتراز من وساوسه وشره. والله أعلم. انتهى، صانك الله وجميع نساء المسلمين من كل سوء وجنبك مواطن الفتنة والريبة إنه على ما يشاء قدير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني