السؤال
أولاً أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع والمفيد وهذه أول مرة أتصفح فيها موقعكم وكانت معرفتي به عن طريق صديقة ملتزمة، لدي سؤالان وأتمنى أن تجيبوني عليهما، ما حكم من يتزوج بنية الطلاق وهو متزوج ولديه أبناء وزوجة صالحة ولديه منصب قضائي كبير، وإذا سئل لماذا قال إني مريض بمرض النساء، مع العلم بأنه قبل زوجته الحالية متزوج أكثر من أربع وشكراً، والسؤال الثاني: أنا ضعيفة الإيمان ولقد مررت بتجارب البعض يقول عنها إنها ابتلاء من رب العالمين جل قدره والبعض يقول إنها عقاب مع أني كنت ملتزمة وقتها والآن أحاول الرجوع إلى الدين لأني ابتعدت عنه فترة ولكن أريد الآن أقوي إيماني وأن أواجه المصاعب وأريد الشورى والنصيحة وضعف الإيمان لأني أرى الناس العصاة بأحسن حال؟ وشكراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمرحباً بك في موقعنا، ونسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والعمل على نصرة هذا الدين، واعلمي أن أهل العلم قد اختلفوا في حكم الزواج بنية الطلاق، فجمهور أهل العلم على جوازه بشرط أن لا ينص في العقد على تحديد مدة، وذهب الحنابلة في المشهور عندهم إلى عدم جوازه، وفساد عقده، والراجح عندنا أنه محرم، إذا ترتب عليه غش وخداع للزوجة ولأوليائها، وراجعي الفتوى رقم: 3458. ولو وقع كان العقد صحيحاً لتوفر شروط وأركان الزواح الصحيح فيه.
وننبه إلى أن الرجل إذا كانت لديه رغبة في الزواج، وكانت لديه القدرة على العدل والنفقة، فقد أباح الله تعالى له الزواج، بأكثر من امرأة إلى أربع، وصلاح زوجته أو كونه قد رزق منها بأولاد ليس بمانع شرعاً من زواجة بغيرها، وراجعي الفتوى رقم: 3002.
واعلمي أن الإيمان في القلب يزيد وينقص، فيزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، فإذا زاد الإيمان في القلب كانت علامته لذة وراحة وطمأنينة ونشاطا في الطاعة والعبادة، وإذا نقص كانت علامته هما وقلقا وتوتراً وكسلاً في الطاعة والعبادة ونشاطاً في المعصية، فعلى المسلم أن يجعل من نفسه رقيباً على قلبه، فقد أثر عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه وما نقص منه، ومن فقه العبد أن يعلم أيزداد هو أم ينتقص. وراجعي الفتوى رقم: 1891.
وما دمت تعلمين أنك في حاجة إلى العودة إلى طريق الخير فأنت على خير، ونحيلك على الفتوى رقم: 10800 فقد بينا فيها أسباب ضعف الإيمان وأسباب تقويته، وننبهك إلى أن المصائب التي تصيب المرء قد تكون عقوبة على ذنب أو مجرد ابتلاء، وهي على كل حال رحمة وخير للمؤمن، وراجعي الفتوى رقم: 19810.
والله أعلم.