السؤال
أنا شاب مسلم أدرس في دولة غربية تعرفت على فتاة من هذه البلاد أحببتها وكانت تبلغ من العمر 16 سنة قبل أن تبلغ سن 17 زنيت بها فحملت قالت لأمها بعد ذلك وكنت أريد أن أتزوجها لكن أمها أصرت أنه إذا أردت الزواج أن أتنصر والعياذ بالله ولكن هذه الفتاة اتفقت معي أن نقوم بتمثيلية أمام أمها في الكنيسة ثم بعد ذلك نذهب إلى مسجد المدينة من ثم إلى محكمة الزواج فذهبت إلى هناك ظنا مني أنني أحمي طفلي من أن يعيش في بيئة نصرانية وأنا أقول لها إن هذا حرام وأنا لا أستطيع، وكنت أقول في نفسي ربما لا يكون هذا كفرا فأنا مغصوب فذهبت أول مرة ولم أطق حيث طلب مني القس تقبيل الصليب فكرهت ذلك وشعرت أن الشيطان أوقع بي وكان ذلك آخر أيام رمضان وبدأت أشرح لهم أن الله هو ربي ورب كل شيء ثم خرجت ولم أفعل شيئاً ولكن الفتاة غضبت وقالت مرة واحدة ثم نذهب للمسجد فذهبت في اليوم التالي وكنت قد دعوت ربي أن يجعل لي مخرجا من الكفر وفي المرة الثانية عندما طلب مني تقبيل هذه الأشياء بدأت أقبل في الهواء ليظنوا أني أقبل أشياءهم وقاموا بعد ذلك بعملية تزويجنا على طريقتهم ثم خرجت بعد ذلك من هناك كارها نفسي والفتاة والجنين وكل شيء لا يحبه الله وبعد يوم عرضت عليها أن تجهض الجنين فرفضت وبدأت ألح عليها وبدأت تبكي فطردتها من البيت هي وأمها وذهبت إلى، وقلت له إني مسلم وأجبرت على القيام بذلك فهدأت نفسي قليلاً بعد ذلك ثم بدأت أبحث عنها لنتزوج في المسجد فرفضت العودة معي لأني طلبت منها أن تجهض وبدأت السهر وشرب الخمر ولم أكن أفعل ذلك من قبل وبعد ذلك أردت أن أتوب فبدأت أصلي وأقرأ القرآن ولكني ما زلت أحب هذه الفتاة ولكنها سافرت مع أمها إلى مدينتهم الأصلية ثم وضعت فتاة وبعد شهرين قتلت أمها فطردها أبوها مدمن الخمر من البيت مع الجنين فذهبت إلى أختها لتعيش معها وأختها فقيرة وهناك تعرفت على آخر فعرض عليها الزواج وهي الآن تعيش معه وهو سيتبنى الطفلة، هل أنا كفرت، ماذا علي أن أفعل، من هي الطفلة بالنسبة لي، ماذا أفعل كي يحبني الله ويغفر لي هذه الذنوب ويستجيب دعائي؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد استدرجك الشيطان وأوقع بك مرات ومرات في موبقات ومهلكات أعظمها وأشدها طاعتك له ولها بالذهاب إلى الكنيسة لتبيع دينك بثمن بخس وعرض من الدنيا قليل حتى خرجت أو أوشكت على الخروج من ملة الإسلام والدخول في دين النصارى بأفعال تناقض دينك وتهدم إسلامك وإيمانك، في حين لم تكن مكرها على عملها، وليس لك عذر في فعلها، فتب إلى الله من هذا الفعل الخطير، وتب كذلك من بقية الكبائر الموبقة التي ارتكبتها من زنا ومحاولة إجهاض (قتل) وشرب خمر فإن هذه من كبائر الذنوب بل هي أعظم الكبائر، فقد ثبت في الصحيحين أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب عند الله أكبر؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك، قلت: ثم أي؟ قال: ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك، قال: ونزلت هذه الآية تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُون.
وتوعد من فعل هذه الأعمال بوعيد تكاد تنخلع منه القلوب بقوله في تتمة الآية: وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا {الفرقان:69}، فعليك بالإسراع بالتوبة هربا من هذا الوعيد وطلبا لما وعد به سبحانه من تاب إليه عن هذه الأعمال وأناب بقوله في آخر الآية: إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا* وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا {الفرقان:70-71}، وإياك والتسويف في التوبة فإن باب التوبة مفتوح ما دامت الروح في الجسد والموت يأتي بغتة ولا يقبل الله توبة عند الموت، كما قال تعالى: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً* وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا {النساء:17-18}.
وأما الطفلة من الزنى فتنسب إلى أمها ولا تنسب إليك ولا يترتب عليك أي حقوق تجاهها لأن المعدوم شرعاً كالمعدوم حسا، وما دامت الأبوة الشرعية معدومة فكل ما يترتب عليها معدوم.
والله أعلم.