السؤال
رجاء تبيان معنى الحديث: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كنا في مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت : إن سيد الحي سليم وإن نفرنا غيب فهل منكم راق فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية فرقاه فبرأ فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا، فلما رجع قلنا له: أكنت تحسن رقية أو كنت ترقي قال: لا مارقيت إلآ بأم الكتاب، قلنا: لا تحدثوا شيئا حتى نأتي أو نسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: وما كان يدريه أنها رقية، اقسموا واضربوا لي بسهم. رواه البخاريللإشارة قرأت هذا الحديث في سلسلة العلامتين ابن باز والألباني العدد 56وجزاكم الله خيرا وسدد خطاكم
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المسير الذي كان فيه أبو سعيد وأصحابه هو سرية بعثه النبي صلى الله عليه وسلم أميرا عليها، وكان أصحابه ثلاثين رجلاً، فمروا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فلم يضيفوهم، فلدغت العقرب سيد ذلك الحي فسعى أهل الحي له ليداووه بما كانوا يعرفون من الدواء، فلم ينفعه شيء، فاقترحوا طلب أصحاب السرية أن يرقيه أحدهم، فجاءت جارية منهم وذكرت أن رجال الحي غائبون، وطلبت منهم إن كان عندهم من يستطيع الرقية، فقام أبو سعيد فرقاه بالفاتحة مع أنه ما كان يرقي سابقاً، فلما رقاه برأ بفضل الله، فأعطوهم ثلاثين شاة على عددهم، وأعطوهم شيئاً من اللبن.
ثم سأله أصحابه هل كان يحسن الرقية، فذكر أنه إنما رقاه بالفاتحة، ثم أمرهم بالتأني حتى يعرفوا الحكم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما وصلوا المدينة سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: وما يدريه أنها رقية، وكلمة -وما يدريه- تقال عند التعجب من الشيء، وعند تعظيمه.
وأخبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم، كما في رواية أبي داود وغيره أنها رقية حق، وأقر عملهم، وأمر أن يعطوه سهما مبالغة منه صلى الله عليه وسلم في تطيب خواطرهم، وفي بيان أن الفعل مشروع.
وفيه جواز الرقية بالقرآن، ومشروعية الجعالة عليها، وراجع رواية للحديث تفصل القصة أكثر من الرواية التي ذكرت في الفتوى رقم: 6125.
والله أعلم.