السؤال
وفقني الله عز وجل إلى فرصة عمل جيدة في السعودية، وقد تم الاتفاق بيني وبين صاحب العمل على كل شيء ولقد أتممت كل الأورق المطلوبة وبقي استخراج التأشيرة فقط، ولقد أخبرت صديقا مقربا إلي ويعمل في نفس المجال وأحسبه أهل ثقه بكل شيء عن هذه الوظيفه وكل التطورات ثم اكتشفت بعد ذلك بأنه أجرى كل الاتصالات الممكنه مع أصحاب العمل بدون علمي واستطاع أن يستخرج تأشيرة بطريقة ملتوية لأنه كان يعلم أن الشركه تجد صعوبة في استخرج تأشيرة العمل لأنها شركة أجنبية وأخذ هذه الوظيفة لنفسه، فما حكم الإسلام في هذه المسألة، وهل هذا يعتبر خيانة للصداقة، لأن صديقي يقول إن هذا رزقه هو، فهل هذا الرزق حلال، وهل إذا حج يعتبر حجه صحيحا، أسف على الإطالة ولكن هذا الموضوع يؤلمني جدا؟ وجزاكم الله عنا خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي يظهر -والله تعالى أعلم- أنه إذا حدث توافق ورضى بينك وبين أصحاب العمل على أن تعمل لديهم، فإنه لا يجوز لصديقك في حال كون الوظيفة لواحد فقط أن يتصل بهم ويحصل على هذه الوظيفة الشاغرة له.
ويدل على ذلك عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يبيع أحدكم على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه، ولا يسم الرجل على سوم أخيه. رواه مسلم.
ثم إن قيامه بالاتصال بهؤلاء وعرض نفسه عليهم يعد خيانة لصديقه الذي وثق به، وفي الحديث: كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثاً هو لك به مصدق وأنت له به كاذب. رواه أبو داود.
أما إذا لم يك هناك ركون بينك وبين أصحاب العمل أو حصل ركون وكانت الوظيفة لأكثر من شخص فلا نرى فيما فعله صديقك حرجاً شرعياً.
أما حجه الذي تمكن من أدائه بالطريقة المذكورة على افتراض أنها محرمة فهو صحيح، ولكنه يأثم بنفس الوسيلة المحرمة.
والله أعلم.