السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالي: هو أن لي سنتين أدرس في العام النهائي وأرسب، والسبب هو أنني لا أحب ولم أعد أطيق التخصص الذي أدرس فيه، ورغم أنني في السنة النهائية إلا أن كل محاولاتي للتخرج باءت إلى الآن بالفشل، والمشكلة هو أنه تقدم لخطبتي شاب مشهود له بحسن الخلق وحب الالتزام والدين ولقد صرح لأهلي عند خطبتي أنه لا يريدني أن أدرس أو أن أعمل، وبصراحة لقد أعجبني الشرط ولم أعترض ولكن أمي بدون مشاورتي رفضته وقالت: إن رضي أن أكمل دراستي وأعمل وأقود السيارة فليتفضل، وإلا فهو مرفوض بالرغم من أن كل الأمور التي شرطتها لا تهمني ولا تعني لي الكثير، وعندما لمحت لها بأني موافقة عليه غضبت وقالت كيف تتنازلي عن حقوقك وعندما حاولت أن أجاريها وأخبرتها بأني قادرة على إقناعه وجعله يوافق على إكمال دراستي فيما بعد غضبت ورفضت وقالت كيف تريدينني أن أكسر كلمتي وكلمة أبيك أمام الرجل، وكل حيلي لجعلها توافق باءت بالفشل وإقناعها بأن الرجل الصالح أهم من أي دراسة وعمل لأنه هو من سأكمل معه باقي عمري ولكنها رفضت وقالت إن الشهادة في زمننا أمر مهم لكي تضمني المستقبل وراحت تضرب لي أمثلة على نساء عجز رجالهم عن العمل لسبب ما وكيف تشردوا واضطروا للعمل في البيوت وعملوا في أمور مهينة ليوفروا لقمة العيش وكل هذا لأنه ليس معهم شهادة تكفيهم سؤال الناس والذل، والآن الرجل غادر وخطب فتاة أخرى وهي تضع هذه الشروط لكل شخص يتقدم وتقول إن وافق فأهلا به وإلا فلا.. رغم أنها تعلم أنه لاتهمني هذه الشروط..
في الواقع أمي وأبي يفرضون رغباتهم علي بطريقة دبلوماسية وأنا لا أستطيع الرفض أو الاعتراض لأن هذا سيغضبهم وأنا أخاف من غضبهم، أنا حزينة وأدعو الله أن يفرج علي كلما ضاع شاب متدين ..
أردت أن أسأل هل أنا آثمة إن لم أكمل دراستي فأنا لم أعد أرغب في ذلك كليا وأشعر بضغط نفسي غير عادي عندما أفكر في رغبة والداي ولكنها فوق طاقتي، أعلم أنهما يريدان مصلحتي ولكنهما يكلفانني فوق طاقتي ويجعلانني أعيش حياتي حسب مزاجهما هما وحسب أحلامهما لا كما أريد أنا؛ أنا مرهقة وأصبحت أكره نفسي وعجزي، هل هذا ما أمر الله به من بر الوالدين أي أن يفنى عمري فيما لا أطيق، ثم هل حقا إن تركت الدراسة أكون ضيعت مصدر رزق علي، وأن الله سيقول لي يوم القيامة إنه لم يستجب دعائي عندما تعرضت لضائقة مالية وتشردت وأهنت لأحصل على لقمة العيش، إنه لم يستجب دعائي لأنه أعطاني فرصة الحصول على شهادة والعمل الكريم ولكنني أضعتها، هل هذا صحيح؟ حتى وإن كنت أكره هذه الدراسة، إنها تسبب لي ضغطا نفسيا كبيرا، أنا أكرهها .... إن أخي يقول لي إن الله سيبتليني وسيقول لي هذا الكلام يوم القيامة على سبيل المثال وليس على سبيل التأكيد، فهل هذا صحيح؟ لم أعد أرغب في الحديث. أرجوكم وضحوا لي الأمور، وشكرا.