السؤال
يقول الله تعالى في سورة البقرة إن بعض اليهود بدلوا كلمة \"حطة\" فقال (فبدل الذين ظلموا). فخص الله تعالى القول بالذين ظلموا. و لكن في مكان آخر قال تعالى (و قالت اليهود عزير ابن الله) و نحن نعلم أن طائفة فقط قالت بهذا. فلماذا لم يخصص الله تعالى في هذه الآية كما خصص في الآية الأولى؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلعل القرآن الكريم يشير بذلك إلى أن القائلين بهذا القول الشنيع هم من زعماء اليهود وقادتهم.
وقد أشار إلى هذا المعنى الإمام القرطبي في تفسيره حيث قال: هذا لفظ أخرج على العموم ومعناه الخصوص، لأن ليس كل اليهود قالوا ذلك، وهذا مثل قول الله تعالى: قَالَ لَهُمُ النَّاسُ. ولم يقل كل الناس ذلك، وقيل إن قائل ما حكي عن اليهود: سلام بن مشكم ونعمان ابن أبي أوفى وشاس بن قيس ومالك بن الصيف، قالوه للنبي صلى الله عليه وسلم.
ثم قال: قال النقاش لم يبق يهودي يقولها، بل انقرضوا، فإذا قالها واحد فتوجه أن تلزم الجماعة شنعة المقالة لأجل نباهة القائل فيهم، وأقواال النبهاء أبدا مشهورة في الناس يحتج بها، فمن هنا صح أن تقول الجماعة يقول نبيهها
وأسلوب العموم الذي يراد به الخصوص معروف في اللغة والعرف.
وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 3920.
والله أعلم