الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصبر والرضا صماما أمان للمسلم

السؤال

أنا امرأة متزوجة منذ ثلاثة شهور بعد تخرجي من الجامعة وهناك فارق مادي بيني وبين زوجي وهو صارحني بذلك قبل الزواج وقلت له إنني سأتعايش وأتأقلم مع الحياة الجديدة..ولكن حياتي اختلفت كثيرا فأنا أسكن بنفس مدينة أهلي ولكن بعيدا عنهم فلم أعد أخرج نهاية الأسبوع ولم أعد أرى الأهل والصديقات إلا أن أهلي يزورونني بحكم أن زوجي ليس معه رخصة وسيارة ..علما أنني كنت مع أهلي أخرج دائما..وأنا لم أخرج معه إلا مرة واحدة بعد الزواج...حتى أن أصناف الأكل التي أشتهيها تغيرت..أحزن على نفسي حينما أتذكر أنني كنت أشترط على أهلي أن نخرج للمكان كذا ولا نخرج للمكان كذا والآن أتمنى أن أخرج لأي مكان حتى لو أمشي فقط على قدمي لأي بقالة.. ومنذ بداية الزواج وأنا منزعجة من هذا الوضع ولكن لا أظهر له انزعاجي ولا أشتكي لأحد سوى الله.. والذي ساعدني على الصبر الأشهر الماضية أن أمه عاشت معنا ثلاثة شهور وكانت قريبة مني جدا ولكن منذ أسبوعين سافرت لبلدها وأصبحت أحس بملل كبير رغم أنني أحاول إشغال وقتي بحفظ القرآن في المنزل وقراءة الكتب في تخصصي والاستفادة بمعلومات النت ولكن المشكلة أنني مللت من المنزل أحس أن كل الأيام مثل بعضها..وحينما يأتي زوجي من العمل نبقى ساعات طويلة بصمت فليس عندي ولاعنده أخبار جديدة بدأ التذمر يظهر على تصرفاتي ولا أعبر عنه سوى بالبكاء حتى ...أحيانا أرسم البسمة على وجهي وأنا حزينة..أنا لا أقصر في حقوقة ولكن بكائي المستمر جعله يتذمر ولا أستطيع أمثل عليه السعادة ولا أعطيه إياها لأن فاقد الشيء لا يعطيه..أود أن أصبر وأتمنى أن أكسر حاجز الملل الذي خيم على حياتنا..ولكن لا أدري كيف؟؟؟ساعدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا بد أن ننبه الأخت الفاضلة إلى أمر مهم أن المرء بدخوله في الحياة الزوجية يكون قد دخل مرحلة جديدة من حياته مختلفة عن ما عهده ودرج عليه في بيت أبيه وأمه كما قالت المرأة الفاضلة في وصيتها لابنتها: لو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها، وشدة حاجتهما إليهما كنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال. أي بنية: إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك رقيبا ومليكا، فكوني له أمة يكن لك عبدا وشيكا.

فهذه المرحلة تختلف عن ما ألفته الفتاة في بيت أهلها، وعليها أن تعلم أن هذه المرحلة مرحلة المسئولية فلم تعد الفتاة طليقة كما كانت من قبل؛ بل عانية أسيرة في بيت زوجها مأمورة بالقرار في البيت، تقع عليها مسئوليات كبيرة من حمل وولادة وتربية الأبناء والقيام على خدمة ورعاية بيت زوجها. فلا بد للفتاة أن تتكيف مع الوضع الجديد ثم بعد أن تستقر لديها هذه الأمور فلا بأس من الترفيه وتغيير نمط الحياة وكسر حاجر الملل. وهذا الأمر تستطيعين القيام به بالتفاهم مع الزوج بداية بإخباره بكونك متضايقة من الجلوس في البيت، وأنك تريدين الخروج للنزهة والاستجمام ولو بأخذ أحد محارمك لك بسيارته، كما يمكنك أن تنشئي علاقات مع جاراتك، ومع صديقاتك السابقات عن طريق زيارتهن لك، ومن الوسائل القيام بزيارة أهلك وقضاء وقت عندهم حتى تتحسن الحالة النفسية ويكون ذلك بإذن الزوج.

هذه بعض الوسائل.. والزوجان بتفاهمهما وتفهم الزوج لنفسية زوجته يستطيعان إيجاد الكثير من الوسائل، وأهم من ذلك كله الاستفادة من هذا الفراغ فإنه نعمة مغبون فيها كثير من الناس -كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك- فيمكن أن يستغل في أشياء كثيرة مفيدة من عبادة وعلم وغير ذلك.

كما ننبه الأخت إلى صمام الأمان للمسلم وهو الصبر والرضى بما قسم الله للعبد، ثم نبشر الأخت أن هذه فترة سوف تمر وسيجعل الله بعد عسر يسرا فسيأتي الأولاد ويملؤون عليك حياتك، وكذلك الزوج ستتحسن ظروفه وسيملك سيارة إن شاء الله وتنجلي هذه السحابة عن حياتكم. وفقك الله لما يحبه ويرضاه وجعلك من الصالحات القانتات الحافظات للغيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني