الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حزن الموظف لشعوره بتمييز غيره عليه

السؤال

أنا أعمل في شركة خاصة، ولدي زميلة تعمل معي بنفس العمل، وأنا -بشهادة الجميع، وبالإحصاءات- أتفوق عليها بنسبة عالية جدًا، وبشهادتها هي أيضاً، فأنا أنجز ما نسبته 90 % من العمل في القسم، ناهيك عن معرفتي وقدرتي على الاستنتاج، وأخذ القرارات، ولكن ما يؤلمني هو عند التميز، تعامل مثلي تماماً، بل أفضل (فهي لا تعمل، ولكن تحصل على كل الامتيازات).
هذا الموضوع يسبب لي الكثير من الحزن والألم الشديد الذي لا يمكنني أن أشكوه لأحد. فهل ما أشعر به حرام ولا يجوز؟ وماذا عليَّ أن أفعل لأتخلص من هذا الشعور الذي يصيبني بالإحباط الشديد؟ فدائماً أقول في نفسي: إن الدنيا ليست دار العدل، وأنه لا سبيل أبدًا لإنصافي، وأخاف خوفاً شديداً أن يعاقبني الله إذا أنا شعرت بالضيق عندما أعمل تحت ضغط العمل الشديد، وهي تعمل بكل راحة.
أرشدوني، ماذا أعمل؟! أكاد أفقد صوابي، وأنا أتوجه دائمًا بالدعاء إلى الله ليريح بالي.
بانتظار ردكم بفارغ الصبر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهنيئا لك على إخلاصك في أداء عملك، وجزاك الله خيرًا على الاجتهاد في سبيل نفع المسلمين والسعي في مصالحهم، فخير الناس أنفعهم، وقد حث الشرع الحنيف على إتقان العمل والتفاني في سبيل إخراج ما يكلف المرء به من أعمال على أحسن صورة وأكمل وجه، وقد بيّنّا فضل ذلك في الفتوى: 53372.

والمرء حينما يخلص في عمله يرجو الأجر أولًا من الله تعالى، ولا يقدح في إخلاصه أن يطلب العوض المقابل لهذا العمل في الدنيا. وحصول الحزن في القلب عند الظلم من الآخرين أمر طبيعي، ولا يعاقب المرء عليه بشرط أن لا يكون حزنه مشتملًا على ما يغضب الله تعالى -كالسخط على الأقدار، أو عدم الرضا بما قسمه الله تعالى-.

وبناء على ذلك؛ فإننا ننصح الأخت الكريمة بالمداومة على إتقان العمل والصبر على ما فيه، وإن غلب على ظنها أن لها حقًا لم تحصل عليه، فلا مانع من أن تطالب به، وتسلك في سبيل الحصول عليه السبل المشروعة، والله تعالى الموفق والهادي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني