السؤال
إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى، في الساعات الأولى من الصباح وبينما كنت غارقاً في النوم جاءتني جارتي مستغيثة، وأيقظتني تطلب إلي أن أجلب الطبيب لأخيها الذي أتاها باكراً مصاباً بأزمة قلبية راغباً في رؤية والدته قبل موته حسب قولها، فأسرعت وأنا بثياب البيت لاستدعاء أي طبيب قريب وفشلت في ذلك إذ رفض من وجدته منهم الحضور بينما كانت كافة عيادات الأطباء مغلقة في ذلك الصباح المشؤوم فما كان مني إلا أن استدعيت الإسعاف العام بواسطة الهاتف ورغبة مني في مساعدة المريض المذكور ريثما تصل سيارة الإسعاف قدمت له كأساً من الماء بعد أن وضعت به بضع قطرات من مادة "الكوراميل" وهي مادة منشطة للقلب معتقداً أن ذلك سيفيد في شفائه، ووصلت سيارة الإسعاف ونقلت المريض فوراً إلى المستشفى لكنه توفي أثناء نقله للمستشفى بقضاء من الله وقدره، واعتقدت أن الأمر انتهى عند هذا الحد وفقاً لإرادة الله عز وجل، غير أن الأمر اختلف بالنسبة لي بعد ذلك، إذ وبطريق الصدفة سمعت بعد سنوات من ذلك الحادث، ومن خلال برنامج فضائي إذاعي، أن تلك المادة "الكوراميل" تحدث تسرعاً في القلب يؤدي للوفاة إذا أعطيت للمريض أثناء الأزمات القلبية، ومن تلك اللحظة وحتى الآن وأنا أتألم وتساورني الشكوك والتساؤلات إن كان لي يد أو علاقة في وفاته أم لا، وما إذا كنت مذنباً آثماً في حقه أو في حق الله أو مجرماً من الناحية الشرعية، وكيف أكفر عن هذا الذنب إن كنت مذنباً في نظر الشريعة الإسلامية الغراء والتي من أحكامها "إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى" مع العلم بأن إرادتي انصبت لمساعدة ذلك المريض بغية شفائه بحسب علمي واعتقادي المتوفر عندي بتاريخ تلك الواقعة.... أفتوني في تلك الواقعة، وجزاكم الله عني كل خير؟